منذ زمن ليس بالطويل والتحذيرات تهطل من الاتجاهات الأربعة .. الولايات المتحدة تحذر سورية، وإسرائيل تحذر حماس .. والبعض يحذر الكتاب من التطرق للمقدس، والظواهري (أيمن بالطبع) يحذر الولايات المتحدة .. ووسط هذه التحذيرات ننعي الراحلين بالقصف الأمريكي والإسرائيلي والعبوات الناسفة و ... الاغتيال السياس

منذ زمن ليس بالطويل والتحذيرات تهطل من الاتجاهات الأربعة .. الولايات المتحدة تحذر سورية، وإسرائيل تحذر حماس .. والبعض يحذر الكتاب من التطرق للمقدس، والظواهري (أيمن بالطبع) يحذر الولايات المتحدة .. ووسط هذه التحذيرات ننعي الراحلين بالقصف الأمريكي والإسرائيلي والعبوات الناسفة و ... الاغتيال السياسي.

سياسة التحذير هي استراتيجية ثقافية للمجتمع الدولي، وربما لا فرق بين شرق وغرب أو شمال وجنوب، لأن المهم اليوم هو اغتيال "العقل" وليس الاغتيال السياسي. فبعد احداث 11 أيلول لم يعد من الضروري خلق افتراقات واضحة في الرؤية أو الأفكار أو الاتجاهات، بل المهم هو إظهار وجه واحد للعالم، فعلى الجانب الديمقراطي هناك "العقلاء" وفي الاتجاه الآخر نجد "المتوحشين، بينما لا يجد البعض أي مكان داخل هذه الجغرافية سوى تلقى التحذيرات من الطرفين.

عندما نستطيع إيجاد واحة بين عالمين متناقضين ربما نستطيع استيعاب أن الهدوء ربما يحل علينا يوما ما، وإذا استطعنا ابتداع مظلة للتفكير فربما نكون قادرين على خلق رابط أكثر قوة ما بين رغبتنا بالحداثة، وانفصالنا عن عالم "ديمقراطي" لا يحتمل التعدد.

ربما تحتمل "الفوضى البناءة" اغتيالات سياسية، ومعارك بين الطوائف .. وربما يكون التطرف سمة العصر .. وربما تصبح تصريحات كوندليزا رايس ثقافة لأطفال يعيشون تحت "وطأة الديمقراطية".

لكن العالم الذي نحلم به لا يمكن ان يسحقه التطرف مهما كان مصدره "شرقيا أو غربيا" .. والغد الذي نريده لا يستطيع بناءه "المحافظون الجدد" أو "الليبراليون الجدد" ... لأنه شكل لم يتقرر بعد، ولا يمكن ان يظهر في ظل التصنيف الدولي الحاد.. هو مستقبل علينا أن نبذل جهدا على الأقل حتى نبدأ بتصوره قبل بنائه.