لا أريد أن أراها سوى صورة لدهشة مركبة... وربما متكررة لأنني لم استطع ملاحقة ما حدث بشكل أكثر تركيزا... فما أراه ليس حساب ربح أو خسارة وفق التحليلات السياسية التي تجابهنا اليوم في كل الفضائيات، لأننا نتحدث عن بشر من لحم ودم، وعن حركة حياة لامست الجميع، وهي أيضا لا تدخل في صورة "مكاسب المرأة" أو تكريس موقعها. فقراءتي أكثر من انطباع وربما أبعد من صور في الذاكرة.

سبع سنوات والكل يحاولون، لكن سيد الموقف هو الرؤية السياسية، فلماذا لا نستطيع النظر إلى الحلقة التي يريد الجميع تجنبها؟! ولماذا لم تكن "المسؤولية الاجتماعية" جزء من الرؤية التي يحاول البعض تلمسها في حياة البلد على امتداد سبع سنوات... وربما ما يدفعني اليوم إلى رسم الحروف هو عدم القدرة على فهم ما جرى خارج هذه "المسؤولية".

لم يكن ينقص السنوات السبع دهشة الجديد.. جامعات وتشريعات وفضائيات وبيانات معارضة على الانترنيت.. وفي المقابل سقوط بغداد واغتيال الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان... والمشهد لم يكتمل لأن الصورة الناقصة هو صياغة انفسنا على إيقاع ما حدث... لأننا بقينا محشورين في زمن التقييم أو حتى إطلاق المواقف، بينما كان المستقبل يطل أسرع مما نتوقع.

ما يحدث اليوم يكونني لأنني أبحث عن المساحات الناقصة واتعامل معها، فما يهمني انني أرى الحدث كجزء مني، فلا اعتزل أو "أحايد".. ولا أقف دون اكتب من جديد أن ما حدث كان يتطلب "صعوبة" في كل شيء... وأن كل المحاولات تحتاج لجهد وليست وصفات جاهزة يتم تنفيذها فتظهر المعجزة...

سنوات مستمرة لا يفصلها عن سابقاتها سوى نوعية المحاولة التي مارسها الجميع.. البعض بالموقف السياسي وآخرون بالتعامل الاجتماعي، ولكن النهاية هي أن "الجديد" الذي ظهر يجب أن لا يبقى مجرد حدث، بل أيضا واقع يتشكل ويستمر، ورأي يتبلور والأهم "مسؤوولية اجتماعية" تفرض علينا اللقاء مع المحاولات القادمة من كل الاتجاهات للبحث عن مصلحة سورية.