يزورني "التنوع" أحيانا وكأنني هاربة من خواء الصحراء إلى قساوة الجليد، فلا أشعر بأي فارق في التباين أو حتى في طبيع الإحساس ما بين المطر والقحط... فهذا "التنوع" أصبح صورة مكررة لكل ما يمكن أن يعلق بنا ونحن نعيد ذاكرتنا إلى الوراء لنستنتخ الماضي، ثم ندعي أن فولوكلور من أجل المتعة.

"التنوع" يجلدني كل مساء وكأنه اسم لمجهول نتغنى به ثم نتركه على قارعة الطريق، فيكتسب رائحة التلوث التي تتركها عوادم السيارات، أو يحترف الضجيج ويرسم نفسه "لقيطا" داخل الخطاب السياسي الهابط على رأسي من الشرق والغرب، ومن الداخل والخارج... فهل تستطيع "الأنثى أن تعيش في إيقاع واحد!!!

هذا السؤال الذي يقف دوما ضد بيولوجيا الأنثى، فيجعلها صورة محنطة تغلي خلفها نيران الرغبة أحيانا أو الانتقام أحينا أخرى، فعندما تلبستني "إن كيدهن عظيم" كنت أدرك أن مقتل التنوع رسم "الإناث الماكرات"، وحاك في التراث "الشبق" الذي يعير الأنثى لكنه يصبح مزية الذكور.

لم تكن مسألة "التنوع" تقلقني، إلى أن أصبحت وحيدة في أرقي أحاول ان أسأل الأحداث الماضية ما الذي حدث حتى خلق هذا الافتراق، فأصبحنا ننسج على شاكلتنا وندعي أننا مختلفون، وأصبح "الآخر" صورة لأنفسنا وإلا فإنه المجهول الذي لا نحاربه بل نتجاهله لأنه "لا يستحق" معاناة الجدل... هو ينتمي لزمن التنوع السابق لظهور "المذاهب الجديدة" التي صورتنا كأدوات تقنية في الجنس والحب و... الديمقراطية... وربما رسمت كل حياتنا على شاكلة الصراع ما بين "المعارضة والموالاة" في الشرق الأوسط الذي يقتسم التنوع وفق "أشكال" لا تملك إلا ردود فعل واحدة.

أحاول أن أتناسي هذا القلق أو الآلية التي أصبحت صورة للجميع، وأسعى لاختراق مساحة جديدة توحي على الأقل بان "الغد" يحمل الكثير من الاختلاف والتعب... فانا لا أهوى الراحة لأنني خلقت من يجهد جنسي وسأبقى أحمل هذا الجهد علامة مميزة لزمن يفتخر بالفحولة لكنه غير قادر على الانجاب.. على الإبداع...