لماذا يستغرب البعض في المنطقة احتمال استئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل، وينظر إلى الأمر على أنه مؤشر لاستعداد دمشق لمراجعة مواقفها الوطنية والقومية، وفك تحالفها حتى مع إيران؟

ثم من قال ان تحقيق السلام على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، هو وحده كفيل بجلب التسوية الشاملة للصراع العربي - الصهيوني، حتى لو تم تجاهل المسارات الأخرى؟

ولماذا هذا الاستعجال الدولي والإقليمي في اختراق المسار الفلسطيني، وهناك من يسعى إلي عقد اتفاق سلام بين محمود عباس وإيهود أولمرت، خلال موتمر أنابوليس؟

لقد اعترف العرب كافة بإسرائيل، منذ أن قبلوا بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والشرعية الدولية، وبالتالي لا مجال لأي مزايدة سياسية في هذا المجال، كأن يقال مثلاً إن النظام السوري.. يسعى إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل لاستعادة الجولان المحتل أو ان يشير طرف بعينه إلى أن دمشق تفاوض الأميركيين من أجل استعادة دورها الإقليمي في لبنان والعراق!

مثل هذه «الاتهامات» هي تعبير واضح عن أصحاب النوايا السوداء، يجيزون لأنفسهم ارتكاب جميع أنواع الموبقات السياسية والوطنية والقومية، ويعيبون على الآخرين، لمجرد أن يفكروا بطريقة ما للحصول على حقوقهم. وليس المقصود، هو ايجاد «سادات جديد» على الساحة العربية، لأن معظم الحكام العرب يمارسون الآن مواقف وسياسات اكثر خطورة، من كل ما قام به الرئيس المصري الراحل أنور السادات، قبل وبعد التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد! وبالتالي فإن المطلوب هو وجود نوع من المصارحة والمكاشفة بين «القادة العرب» ويفترض بقمة دمشق القادمة ان تشكل فرصة نادرة من أجل الوصول إلى توافق عربي - عربي حول خطة التسوية مع إسرائيل، لا أن يظل الموقف مجموعة من المداولات والسجالات، التي لا تقود إلا إلى مزيد من الانقسام والهروب إلى الامام في الوضع العربي الراهن في حين ان المطلوب هو نقلة نوعية في الموقف العربي لجهة السلام!!

مصادر
الوطن (قطر)