هكذا هي طبيعة العلاقات بين الدول العربية فهي سرعان ما تتأزم وتتصاعد حتى تصل الى مستوى القطيعة وربما المواجهة ولكنها وبالمقابل ما تلبث ان تعود الى حالتها الطبيعية بطريقة دراماتيكية كما حدث في قمة دمشق المفاجئة التي جمعت بين الرئيس السوري بشار الاسد والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني؟

وهناك اشارات واضحة على أن عدة لقاءات ستعقد في القريب العاجل بين الرئيس الاسد وكل من العاهل السعودي والرئيس المصري وذلك في سياق نفس التحول والمسار الذي تشهده العلاقات العربية - العربية في هذه المرحلة!

ولابد من التأكد ان الجانب المهم في هذه اللقاءات هو انه يتم عبرها تجاوز الاثار والتداعيات السلبية التي نجمت عن حرب يوليو التي شنتها اسرائيل العام الماضي على جنوب لبنان والتي كانت السبب المباشر في حدوث هذه القطيعة بين سوريا ودول ما يسمى الاعتدال العربي! ولكن اين تكمن كلمة السر في كل هذا التحول؟!

واضح ان هذا التغيير في المواقف العربية يعكس تغييرا في الموقف الاميركي ازاء طريقة التعاطي مع دمشق، فواشنطن سعت خلال السنوات الماضية الى محاولة عزل سوريا عربيا واقليميا ودوليا واستخدمت كل وسائل الضغط والمقاطعة لتحقيق هذا الحدث وهي فشلت بالتأكيد في ذلك فكان الانفتاح الاوروبي على سوريا اولا ومن ثم جاء الانفتاح العربي.

وانه لامر يدعو الى القلق والحزن ان تكون الدول الاوروبية سباقة في اختراق الحصار الاميركي واجراء اتصالات مباشرة مع القيادة السورية في الوقت الذي اختفت فيه قيادات عربية بارزة من القيام بمثل هذه الاتصالات خشية الغضب الاميركي.

مصادر
الوطن (قطر)