للحظة واحدة فقط نستطيع أن نكسر المعادلة القديمة في السياسة، ونحاول ترك الخيال يرسم أفقا غير اعتيادي لما يحدث، فهناك تناقض لا يمكن فهمه إلا بحساب "الذكورة والأنوثة" بمعناها المجازي، أو بقدرتها على تفسير ما لا يمكن فهمه من "خوارق" الأمور، مثل وجود نتنياهو في المحافل العربية، أو تكليف ليبرمان بالعلاقة مع الولايات المتحدة وأخيرا في تهويمات وجود صراع "عربي - إيراني" ولو على مستوى "الخيال السياسي" للبعض.

أنوثة "النوايا الحسنة" التي انطلقت من القمة الاقتصادية في الكويت يبدو أنها تفاعلت بشكل سريع، وأنتجت ردود الفعل التي لا يمكن وصفها إلى بذكورة الزمن العربي، الذي على ما يبدو تعلم الدرس، وتعرف على قدرة الخصب في كسب الحروب، ومواجهة القحط بالكثير من العشق الذي سيخلف شهداء لكنه يترك الأمل في داخلنا.

إنها أزمة افتراضية على مستوى المقاربة التي يمكن أن تتركنا في مساحة من الطرافة، بعد ان عجزت السياسة عن رسم طيف لوني يعيدنا إلى الأرض، فعندما نتوجه إلى محاربة "خيالاتنا" سواء في الخطر الإيراني أو ابتداع "إرهاب" على المقياس الأمريكي فإن ميزان العقل سيتبدد بسرعة، ويصبح من الصعب فهم ما يحدث خارج مقاربة نعيشها دائما في صراعنا الاجتماعي، فإذا تخيلنا المساحات القديمة وكأنها الصحراء التي أنتجت لوننا الحالي، فبإمكاننا أن نرسم "أنوثة سياسية" قادرة على ملامسة الحلم رغم النار التي تكوينا بشكل دائم، سواء بتصريحات مختلقة أو بقدرتنا على ملامسة سيناريو لمقتلنا... والعراق ليس بعيدا وذاكرته تحمل افتراضات لا نعرف اليوم كي نسدد أثمانها...

هي في الحقيقة أكثر من "إبحار" في سماء جديدة، لأن قدرتنا على متابعة الحدث تقودنا نحو تحطيم "هياكل" بنيت في معبد النظام العربي... وشكلتها الأيدي التي تحترف العقم وتدعي أنها تملك الفحولة، فتستجدي ابتسامة من محيط يكرهها أو مصمم على قتلها ولو بأساليب دبلوماسية، فنبني صراعا جديدا وعدوا افتراضيا على شاكلة ما يشتهي ليبرمان أو يتمناه نتنياهو...

خطر إيراني... وخطر أنثوي... وثقافة سياسية على مقاس خيمة البدوي يرتحل بها دون أن يلتفت للخف حيث الزمن يضربه أينما قرر زرع "مضاربه"، وفي كل جولة يترك أطلالا من البشر الذين يرسمون أشارة التعجب على كل المسافات التي يدور بها... ألا يستحق هذا الزمن "أنوثة سياسية" تستطيع ان تمسح على الأقل دمعة تذرفها الأرض الضائعة أو السماء التي ملت دعاءنا ونحن نقف أمام العدو القادر على خداعنا.