هل علي أن أكسر البوح؟!!! وسط ارتداد لأصوات لا تعرف سوى الصراخ، أم أن قدر الأنثى مواز لجسدها، أو حتى لقدرتها على ترويض الرغبات، وجعلها لوحة تبهر الآخرين ببريقها؟!! فقدر البوح يصبح نوعا من الهيام أمام فوضى الحدث أو الكلمات أو حتى المشاعر التي تصطدم على مساماتي ثم تصبح نغمة أرددها صباحا وأنسى ألحانها مساء...
إنه يوم الأنثى الذي يمتد على جغرافية الصباح، ويتقلب وفق نظرات الرجال، أو حتى غضب الأطفال ورائحة المنزل المعتقة، وهو ليس رواية يمكنني أن أضعها لأنه ممتزج أيضا بشذرات الأخبار التي أسمعها أو أقرؤها، ثم أحاول أن أعيد ترتيبها وسط تسارع اللحظات، ثم أكتشف أنني أقف على مساحة واحدة، وعلى "إطار" الأنثى الدائم.
لم أكن أعرف أنني ربما سأواجه نوعا من التداخل في لوحة حياتي، لأنها كانت "لوحة" قُدر لها السكون، أو البقاء نوعا من "الجمال" المستسلم لنظرات الآخرين، وكنت أيضا أتخيل أن مبدعي عصر الأنوار ربما ينقلبون لتصبح لوحاتهم لذكور عراة أو مشرقو الوجوه، لكنني لم أكن أشاهد أمامي سوى منحوتة لمايكل أنجلو ترسم "داوود" بكافة مقاييس الجمال، فإطار الأنثى كان أقوى، أو الرغبة في وضعها ضمن مساحة سكونية سيبقى حتى اللحظة نموذجا لرؤية بشرية....
إنه إطار يصبح "سياسيا" عندما نقفز إلى الألفية الثانية، فتنتهي الهموم، ونستعيد كل الأشكال القبلية، ونتصارع تحت قبة البرلمان حول "شرعية" الأنثى، أو نسعى لإيجاد فتوى لمساحة جسدها بين جموع الرجال حتى نعرف ما هو شرعي في ظهورها... هي مجرد صورة ربما اقتبستها من برلمان الكويت، أو من جدل سابق حدث في مجلس النواب الأردني، لكنها تعيدني إلى الإطار، وإلى شرعية كسره أو وضعه في سياق جديد.
"أنثى" البرلمان ليست متعبة... هي نفسها التي تسير في الشارع، وتضطر للاسترخاء بعد الولادة... وتعشق مثل أي مراهقة... هي أنثى تحاول جعل الإطار مفتوحا... أو تلغي شكله التقليدي الذي يحاصر الذكور بقدر كونه تحجيما لرؤية المرأة، فهل انتهينا من سحابة الصحراء التي ترافقنا حتى إلى داخل "قبة البرلمان"...
هو سؤال فقط أردت منه كسر البوح.. لكنني ربما بقيت في مساحة البوح العالقة ما بين شفتي دون أن تستطيع تجاوز المسافة التي توصلني لـ"الآخر."