ما أريده لامس هامش النصيحة، فعندما تتذمرين كمراهقة من الظلم البيولوجي، أو تدخل أسئلتك مساحة المحظور في الحديث عن أمور موجودة في ظلام الثرثرة الشعبية، وفي بقعة الثقافة الملاحقة من الجميع فربما عليك أن تفكري بأن الموضوع لم يكن يوما "جورا" بيولوجيا فقط....

هي أسئلة بقيت تبحث عن نفسها في كل لحظات الخصب، أو إشراق الرغبة التي نراها في عيون المرهقات والمراهقين، لكنها تصبح وقحة عندما يبادر من تجاوز الطفولة لتوه واكتشف أنه بدأ يمتلك بعضا من الذكورة، بينما تنام الجرأة الأنثوية تحت سقف من الظلال الاجتماعية التي تبدأ بالملاحقة...

أسئلة الوجود تبدأ من الجنس وتنتهي به... فهي تغير شكلنا وتمنحنا الإشراقة الأولى، ثم تسحبها منا عنوة قبل أن نبلغ العشرين، فنتذكر أن قواعد اللغة التي لم تكن مفهومة أصبحت الآن أكثر وضوحا، فتسكين تاء التأنيث هو مزاج حضاري وليس تركيب لغوي، ونون النسوة هي عصبة عليها أن تجتمع في ثرثرة الصباح وفي مهرجانات العهر فقط، وربما نعرف أن "اسم الجنس" يسبقنا في جولة صباحية مشرقة كي نشاهد الأنوثة تتنفس.

على المراهقات محاصرة أسئلتهن عندما تنطلق مع ربيع الحياة، وربما عليهن أن يتركن "الوجود" كي تبقى الحياة هادئة، وتستمر دورة الطبيعة بروتينها فهن "أولاد طبيعة"... وهن القدر الذي لا يملك سوى "الطارئ" الذي يظهر في لحظة يسميها البعض بالضعف لكنها في حقيقتها لون من الله، فسيسقطن في الرذيلة أو في جرائم الشرف أو حتى في الأفلام التي تسرب عبر المواقع الإلكترونية... أفلام لفضائح النساء.. فهن في النهاية سبايا الفضيحة...

لم يكن يخطر في ذهن المبتكرين، وربما المبتكرات، في شركة "نوكيا" أن الكاميرات التي جعلوها جزء من "الموبايل" ستكرس مفهوم الفضيحة في مجتمعات الصحراء، وستشكل مدونات "إيروتيكية" خاصة لا تفهم سوى رؤية "الخطيئة على شاكلة أنثى، فهناك جسد مباح في كل لحظة محبة أو عشق، وهناك أيضا طفلة تدخل نحو المراهقة فيجهز البعض العدسات كي يقتنص كل رغباتها.

أما الإنترنيت فله حديث آخر... لأن الجنس أصبح مشهدا مختلفا عند انتقاله إلى مساحة "الجدب"، فهو "قنص" و "ملاحقة" وغزوات وسبايا، فينتهي البوح وتبقى المدونة العربية شاهد على انتهاء أسئلة الإناث.

كم انتظرت ملامسة الجنس للأدب، ومصافحة العشق لخد صبية قادرة على التعبير عن ثقافة لا تخشى عمليات القنص أو الفضيحة... وكم انتظرت أسئلة يمكنها أن تقتحم بي عوالم مختلفة، لكن البحث عن المسألة ربما يتجاوزني أو تخترقني السنوات فأعيد ترتيبها وكأنها أمور تتكرر وتستمر فأنحني للجرأة أو تنحني لي...