الكاتب : نجيب نصير

في مستهل ترقب القوانين المنتظرة، نبدو مربكين أو أقرب الى الذهول أو ربما عاطلين عن الحركة، فعلى الرغم من توقع صدور قانون أحزاب بين ليلة وضحاها لم نسمع بأي حالة تحضيرية أو حتى تفكيرية أو تصورية عن أحزاب يمكن ولادتها في مرحلة إصدار القانون، ويستمر هذا الخلل مع ترقبنا لإصدار قانون (صحافة) لا ندري تحديدا ما سيكون اسمه، إعلام أم صحافة أم مطبوعات خصوصا مع تزايد تقنيات الإعلام من الكتروني الى فضائي الى مسموع ومكتوب أو إعلاني، ولكن المسألة ليست ذات أهمية مهما كان نوع التقنية المستخدمة، فالمشكلة التي ظهرت خلال هذا الترقب هي هل نستطيع من خلال المهارات الموجودة تجاوز (التربية) الإعلامية التي تربينا عليها؟ هل سنستطيع التعبير في بيئة جديدة قد تكون غريبة عنا؟ وهنا لا أقصد أننا لسنا جديرون بالتعلم و الارتقاء والتأقلم مع الأجواء الجديدة، ولكن القص يكمن عند اللحظة (الفترة) التأسيسية لإنتاج إعلامي جديد؟

ربما هنا وفي أيام الترقب علينا تقديم تصور لما يمكن أن نؤل إليه، في تحد حقيقي لمهاراتنا في التعامل مع البيئة القادمة، ربما كان النظر في صحافتنا الحالية ومقارنتها مع الغير مفيدا أو ربما الإستفادة من الدروس التنافسية التي تلقيناها، أو حتى في المواضيع التأسيسية لإعلام معاصر، على أساس أن الإعلام هو خدمة إجتماعية مدنية وسيطة بين الحق بالمعلومات وبين الرأي والموقف منها.

ربما علينا إعادة تأهيل أنفسنا لتقديم هذه الخدمة للمجتمع بصورتها المتطورة، أو المتعارف عليها وهذا يحتاج الى مبادرات حقيقية من أجل تخليص هذه المهن من شوائب تراكمت فيها جعل منها منتجات غير تنافسية، ولا تصلح للإنضمام الى أي نسق من أنساق التنمية المجتمعية .