ليس ضروريا أن يتلفح بالتاريخ، أو حتى يرخي لحيته حتى تجتذب الذاكرة ... فهو الشخص الباقي من عجرفة الصحراء الخاوية .. ومن مراجل عنترة وأشباه الحدث التاريخي ... يمكن أن نلتقيه في كل لحظة في شوارع المدينة يتسلى بعمليات التقييم والتكفير، أو فرض نظام قيمه الأخلاقي علينا.

أشاهده دائما في سيارات الأجرة يفرض عليّ المسار الذي يريده والأجر الذي يجب دفعه، ويتسلى بالتعليقات على المارة عبر مقاربات جنسية سقيمة .. ويقود حصانه – سيارته على أسلوب "المرابعة" في الصحراء. فالشارع والمارة هم طرائد وأماكن غزو.
وربما نلتقيه أحيانا خلف مكتبه الذي لا يتبع المؤسسة الرسمية لأنه يفرض عليه قانونه، فهو يحتسي “المتة” ويتسلى بـ“اللب” ويعتبر المراجعين سبايا في مضاربه.

ومساعد الزرقاوي له ملامح قاسية توحي على رجولة تتبخر في لحظة الاستحقاق .. فيا لطيف الألطاف نجنا مما نخاف .. لأن سلاحه مازال “نوعيا” وتابعا لفورة الدم ولثأر القبيلة وللرغبة في الغنيمة. ولا يقتصر الأمر على تفخيخ السيارات بل أيضا “تفخيخ القوانين” واعتبار أملاك الدولة مال “داشر” طالما أنه لا يتبع قبيلته.

صورة مساعد الزرقاوي لا تتبدد سوى لحظة الخوف، عندما يكتشف أنه يعيش زمن “جبروت” الولايات المتحدة .. وأن مقارعتها ربما تحتاج لأكثر من القبيلة .. ثم يتلفت حوله فلا يرى القبيلة ولا أفخاذها وبطونها.

وصورته تتبدد لحظة يكتشف ان نظام قيمه المستند إلى “الجنس” ينتهي مع اجتياح العولمة لسرير منزله.

عندما تحترق ملامح مساعد الزرقاوي ربما نستطيع مواجهة الولايات المتحدة.