يجري الرئيس السوري بشار الأسد اليوم محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس “ابو مازن”، الذي يزور دمشق للمرة الثانية منذ انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية.

وفيما تشير مصادر الطرفين الى أن اللقاء سيركز على التشاور بشأن التطورات السياسية الراهنة، والاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية، يستضيف الأسد في بادرة ملفتة قادة الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق بمن فيهم قادة حماس والجهاد الإسلامي الى مائدة الغداء، وذلك على شرف ابو مازن، وهو ما يرى فيه مراقبون خطوة واسعة نحو تأكيد اهتمام سوريا الرسمي بتطورات الملف الفلسطيني على جميع مستوياته.

وكانت القيادة السورية قد أجرت استقبالا رسميا لابو مازن في مطار دمشق دولي، حيث كان بانتظاره وزير الخارجية فاروق الشرع. وقال ابو مازن في اعقاب وصوله أنه في دمشق لبحث «الأوضاع الفلسطينية والسياسية التي نعيشها، واتصالاتنا ولقاءاتنا مع الأطراف الإسرائيلية وغيرها، إضافة إلى علاقاتنا الثنائية مع الأشقاء في سوريا».

وأكد ابو مازن على الدور السوري في إنجاح عملية السلام. وقال أن دمشق لها دور «مهم وأساسي في عملية السلام، وفي السلام الفلسطيني الإسرائيلي بالذات». أضاف أن «أي سلام مع إسرائيل لا يمكن أن يتم من دون الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة».

من جهته، قال الشرع أنه على ثقة «بأن المحادثات التي سيجريها (ابو مازن) مع الرئيس الأسد ستكون في مصلحة القضية الفلسطينية، وفي مصلحة السلام العادل والشامل».

وحول لقائه الفصائل، اختار ابو مازن أن يجيب بلباقة تاركا الأمر “للضيافة السورية”، لكن هذا لم يمنعه من الاجتماع بكل من نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة طلال ناجي، وأمين عام الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، على أن يلتقي ممثلي كل من حماس والجهاد اليوم، إضافة إلى قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في دمشق.

وترسل مأدبة الغداء التي يقيمها الأسد لضيفه، ويحضرها قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق، إشارات مختلفة على مستويات إقليمية وفق مراقبين، رأوا في الخطوة السورية الفريدة، توجها نحو تأكيد الدور السوري في الملف الفلسطيني وبطريقة لا تخلو من تحد، وإن كانت تنحو منحى إيجابيا في شكلها العام الذي يتمثل في جمع “ممثل أوسلو مع معارضيه” تحت سقف الرئاسة السورية.

ويرى كثيرون أن الرسالة السورية هنا، قريبة في فحواها من الرسالة التي أراد الملك الأردني عبد الله الثاني أن يرسلها خلال لقائه ممثلي حركة فتح أثناء اجتماعاتهم في عمان، كما أنها لا تقل أهمية عن الاهتمام الشخصي للرئيس المصري حسني مبارك باجتماعات القاهرة.

ولعلها المرة الأولى التي سيشير فيها الإعلام الرسمي إلى اجتماع بهذا المستوى برغم طبيعته البرتوكولية، وذلك من دون الابتعاد عن تأكيد ما فعلته سوريا حتى يتم التوصل إلى حل سلمي يرضي الجميع بين الفصائل الفلسطينية والسلطة، بطريقة «تصون الوحدة الوطنية الفلسطينية ولا تتدخل في تفاصيل ترتيب البيت الداخلي»، وفق ما قال مصدر سوري مسؤول ل“السفير”.
من جهته، قال مسؤول في الجهاد الاسلامي ل“السفير” أنه لا يتوقع الكثير من اللقاء المنتظر مع ابو مازن اليوم، معتبرا أنه “برتوكولي” إلى حد كبير، على اعتبار أن «المسائل المعلقة تنتظر التنفيذ خصوصا في ما يتعلق باتفاقات اجتماعات القاهرة».

مصادر
السفير (لبنان)