تعهد المفتي العام الجديد لسورية الشيخ احمد بدر الدين حسون ان يعمل «على إبعاد العنف المتلبس في الثوب الديني»، على اعتبار انه «اخطر ما يمر في مرحلتنا الراهنة» وذلك من خلال العمل مع المراجع الدينية الاخرى الاسلامية وغير الاسلامية «لانه لم تعد هناك مرحلة للفتاوى الفردية في العالم».

واصدر امس الرئيس بشار الاسد المرسوم رقم 302 للعام 2005 القاضي بتعيين الشيخ الدكتور احمد بدر الدين حسون مفتيا عاما لسورية.

وجاء حسون خلفا للمفتي العام السابق احمد كفتارو (كردي)، الذي كان توفي بداية سبتمبر العام الماضي عن عمر يناهز الـ 95 سنة، بعدما شغل منصبه لنحو اربعين عاما حيث تسلمه العام 1965.

وفي تصريحات لـ «الرأي العام» من حلب حيث يقيم، قال حسون: «ارجو ان يعيننا الله في التقريب بين المذاهب في الامة الاسلامية، وجمع كلمة هذه الامة على الخير وإلغاء اي صدامات مذهبية او طائفية، لنخرج بهذه الامة مرة اخرى لحمل رسالتها في الخير والسلام والحب واستعادة حقوقنا».

وكانت تقارير اعلامية تناقلت معلوات بأن الشيخ حسون لعب اكثر من مرة دورا في الافراج عن رهائن اعتقلوا في العراق، لكن الشيخ حسون ظل يؤكد عدم علاقته بتلك العمليات.
والشيخ حسون من مواليد حلب العام 1949، يحمل اجازة في الادب العربي، ودكتوراه في الفقه الشافعي من الازهر الشريف، وعين مفتيا لحلب العام 2002، وهو عضو مجلس الافتاء الاعلى في سورية، وعضو مجلس الشعب للدورتين التشريعيتين السابعة والثامنة الحالية، وهو خطيب في جامع الروضة بحلب ومتزوج وله خمسة ابناء ذكور.

وقال: «سنعمل مع الاخوة في الشرائع السماوية الاخرى، لابعاد العنف المتلبس في الثوب الديني، لان اخطر ما يمر في مرحلتنا الراهنة هو العنف باسم الدين».

واضاف: «هذه المرحلة خطرة جدا بالتحول الديني من ساحة ان يكون الدين للسلام والامن والخير فيتم تحويله الى العنف والقتل، رغم ان الدين والشرائع السماوية ما وجدت، الا لحمل السلام للانسان، وتحويل الدين الى وسيلة عنف هو ليس منهجنا»، متمنيا «من الله عز وجل ان نعمل ومفاتي الدول الاسلامية، والقيادات الروحية في الشرائع الدينية الاخرى الى وضع منهج سلام بين الامم».

وكان حسون صرح لـ «الرأي العام» بعيد وفاة كفتارو انه ليس من بين المرشحين لشغل منصب المفتي العام في سورية بل وذكر عددا من الاسماء مثل رئيس قسم الاديان في كلية الشريعة في جامعة دمشق محمد سعيد رمضان البوطي (كردي) و رئيس قسم الفقه والمذاهب الاسلامية في كلية الشريعة وهبة الزحيلي، و استاذ مادة التفسير في جامعة دمشق الدكتور مصطفى البُـغى، او مفتي دمشق الاول الشيخ عبدالقادر البزم»، موضحا ان «عملية انتقاء المفتي الجديد تتم من خلال انتخابات تتم في مجلس الافتاء العام او بمرسوم يصدره الرئيس بشار الاسد».
وعن استراتيجيته المقبلة قال: «لم تعد هناك مرحلة للفتاوى الفردية في العالم، وبالتالي يجب علينا ان نبدأ بالعمل الجماعي، اولا من ناحية المفاتي في العالم الاسلامي ليتحركوا باتجاه التقارب المذهبي ما استطاعوا الى ذلك سبيلا، ثم يتحركوا بخطوات اخرى للقاء مع الشرائع السماوية الاخرى لنبعد الصدام من ساحة الاديان ونجعل الاديان هي معراج الخير والمحبة والسلام والرفاهية لشعوب العالم باجمعها»، واضاف: و«ايضا لنبعد عن الشرائع السماوية فكرة العنف والقتل ما استطعنا الى ذلك سبيلا».

مصادر
الرأي العام (الكويت)