على الجانب الآخر من العالم يعشش الإرهاب ويولد مع الأطفال، بينما يرضع الصغار العنف من أثداء أمهاتهم ... بينما الصورة تبدو مقلوبة عندما يسعى العالم القائم على احترام حقوق الإنسان بصياغة التخلف من جديد، ومنح اللجوء السياسي للفارين من عالم الظلام.
هذه الصورة لم تعد مقنعة بعد تفجيرات لندن ... فمنفذو تفجيرات لندن رغم أصولهم “الظلامية” لكنهم تثقفوا في الغرب .. وهم اصطلاحا أبناء هذه الحضارة ..

والصورة السابقة لم تعد قادرة على مواجهة الإرهاب، لأن الإرهاب اليوم لا يحتاج لخرائط جغرافية، بل لمخططات توزع ثقافي – اقتصادي .. ويتطلب إعادة فهم “الشرق” بمعناه الكامل وبالإساءات الموجهة إليه.
عندما كان الشرق يتجه للعلمانية، كان الهم الوحيد هو تنشيط الدعوات الأصولية، حتى تحولت هايد بارك خلال عقد من الزمن لمنبر ديني ...

والشرق ليس مولد الأصولية ... فهو الذي جاهد إحداث تغيير اجتماعي، لكن الصورة السياسية قلبته باتجاه آخر فأصبح الارتداد التراثي هو الهم الاجتماعي الأكبر.
محاربة الإرهاب لا تحتاج لإسقاط صدام حسين وقتل بن لادن ... ولا تحتاج لاعتبار حماس وحزب الله حركتي إرهاب .. فمكافحة الإرهاب لا تتم من خلال المحافظين الجدد ورسم خارطة إفناء “الشرق الأوسط الكبير” .. فهو أولا حركة حوار، وفهم لهذه الفجوة الناشئة التي غطتها مساحات الكره.
ثقافة الشرق تحتاج للحوار لإيجاد حلول واضحة لأزمة الافتراق ...

ثقافة الشرق ليست جهادية ... إنها مزيج تاريخي يحتاج لحوار عميق لدعم اتجاهه نحو المستقبل بدلا من سقوطه باتجاه العنف ..
ثقافة الحوار مع الشرق هي المفتاح لنجعل العالم أكثر أمانا وليس احتلا العراق.