لرئيس أوباما مع مستشاره لشؤون أمريكا اللاتينية ريكاردو زونيغ, ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس. البيت الأبيض

لم يكن الاعلام الغربي ثرثارا حول الموضوع فحسب. بل حاول بدلا من ذلك تجاهل الأمر كليا :

في 12 من شهر شباط الجاري, جرت محاولة انقلاب للاطاحة بالرئيس الفنزويلي المنتخب ديمقراطيا, نيكولا مادورو.

كان الاشراف على "عملية أريحا" يجري في مجلس الأمن القومي بواشنطن تحت سلطة ريكاردو زونيغا. هذا "الدبلوماسي" حفيد الرئيس الذي يحمل نفس اسم الحزب القومي الهندوراسي الذي نظم انقلابي 1963 و1972.

وكما هو الحال دائما في هذا النوع من العمليات, تحرص واشنطن على عدم الظهور بأنها متورطة في الأحداث التي تقودها. تنظم سي.آي.ايه هذه الانقلابات من خلال منظمات ظاهرها غير حكومي مثل : الصندوق الوطني للديمقراطية واستطالتيه في اليمين, تحت اسم ( المعهد الجمهوري الدولي) وفي اليسار ( المعهد الوطني الديمقراطي), وفريدوم هاوس (بيت الحرية) والمركز الدولي القانوني غير النفعي.

فضلا عن ذلك, تستمر الولايات المتحدة في الاستعانة بحلفائها عبر تلزيم كل جهة بجزء من عملية الانقلاب. ألمانيا مكلفة بتوفير الحماية لرعايا حلف شمال الأطلسي أثناء الانقلاب. وعلى كندا مسؤولية السيطرة على مطار كاراكاس المدني. أما مهمة اسرائيل فتنحصر باغتيال الشخصيات الموالية لتشافيز, فيما تتولى المملكة المتحدة مهمة الدعاية للانقلابيين.

بعد نجاح الانقلاب تحرك الولايات المتحدة شبكاتها من السياسيين المستعدين للاعتراف بالانقلاب, بدءا من واشنطن مع السناتور ماركو روبيو, ومن التشيلي الرئيس الأسبق سيباستيان بينيرا, وفي كولومبيا الرئيسان السابقان ألفارو أوريب فيليز و أندرس باسترانا, ومن المكسيك الرئيسان الأسبقان فيليب كالديرون وفانسانت فوكس, ومن اسبانيا رئيس الوزراء الأسبق خوسه ماريا أزنار.

الشخص الثاني في (قوة المساعدة الأمنية الدولية) في أفغانستان, الجنرال توماس دبليو جيري, يتولى حاليا مهمة الاستخبارات في ساوث كوم.

أشرف على الجانب العسكري من العملية الجنرال توماس دبليو جيري من قيادة المنطقة الجنوبية في ميامي, وتم تلزيم تنفيذها إلى الجيش الخصوصي (أكاديمي) بلاك ووتر سابقا, والتي تحولت إلى شركة بادارة الأميرال بوبي آر آينمان ( المدير السابق لوكالة الأمن القومي ) وجون آشكروفت ( أتورنه جنرال سابقا في إدارة بوش).

كان من المقرر على الطائرة سوبر توكانو المسجلة برقم ن314ت ج, التي اشترتها شركة فيرجينيا عام 2008 بهدف اغتيال راوول رييس, الشخص الثاني في القوات المسلحة الثورية الكولومبية, أن يجري تمويهها في زي طائرة تابعة للجيش الفنزويلي لتقوم بقصف قصر الرئاسة في ميرافلوريس, إضافة إلى جملة أهداف أخرى من أصل نحو اثنتي عشر هدفا محددا مسبقا بما في ذلك وزارة الدفاع, إدارة المخابرات, والقنوات التلفزيونية ألبا, وتيليسور.

كان ينبغي على الانقلاب أن يسلم السلطة إلى ماريا كورينا ماتشادو, التي استقبلت بكاراكاس في 26 كانون ثاني- يناير أبرز المتآمرين الأجانب.

وبما أن الطائرة كانت واقفة في كولومبيا, فقد تم انشاء مقر قيادة عملية "أريحا" داخل سفارة الولايات المتحدة في بوغوتا بمشاركة السفير كيفن وايتيكر, ومساعده بنيامين زيف.

أما الاستخبارات الفنزويلية فقد ظلت تراقب المتآمرين إلى أن تمكنت, قبل يوم من بدء تنفيذ العملية, من اعتقال القادة الرئيسيين.

وكما هي العادة دائما فقد نفت وزارة الخارجية الأمريكية أي علاقة لها بالأمر.

لكن اعترافات أوائل الأشخاص الذين تم استجوابهم, سمحت بالقاء القبض على عمدة العاصمة كاراكاس, أنطونيو ليديزما, الذي كان يقوم بالتواصل مباشرة مع تل أبيب. كما تم القاء القبض أيضا على ضابط في الموساد الاسرائيلي وايداعه السجن.

عمدة كاراكاس, أنطونيو ليديزما, كان عنصر الارتباط مع اسرائيل. قام بزيارة سرية إلى تل أبيب بتاريخ 18 أيار-مايو 2012 وقابل بنيامين نتانياهو وكذلك أفيغدور ليبرمان, ممثلا لرئيس المعرضة الفنزويلية, هنريك كابريليس رادونسكي.

اسرائيل ليست مجرد مشكلة في المشرق العربي فحسب. هي دولة خارج القانون الدولي, تشارك في كل العمليات السرية للولايات المتحدة, وبريطانيا, في جميع أنحاء العالم.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي
مصادر
سوريا

titre documents joints


Al-Watan 2091
(PDF - 159.8 كيليبايت)