اعتبر وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله، نقل مستوطنين اسرائيليين من قطاع غزة الى هضبة الجولان المحتلة، «انما يمثل سلوكا عدوانيا جديدا، ويؤكد اصرار اسرائيل على الاحتلال»، كما انها تشير الى انها «انسحبت من قطاع غزة مرغمة تحت المقاومة وبسببها».

وقال دخل الله في تصريحات خاصة لـ «الرأي العام» ان اقدام اسرائيل على الخطوة السابقة يعتبر «انتهاكا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، ويعبر في شكل مباشر عن رفض اسرائيل مبدأ السلام الذي يتنافى مع الاحتلال».

وكان موقع «الجولان» الالكتروني، الذي يحرر من داخل الهضبة المحتلة اشار في خبر له الى ان مواطني الجولان لاحظوا الأسبوع الأخير، حركة كثيفة لمستوطنين متدينين ومتشددين، يجوبون الجولان مع عائلاتهم، يتفحصون ويتجولون، من جبل الشيخ شمالاً وحتى الحمّة جنوباً.
واكد الموقع ان «62 عائلة من مستوطنة نتسر خزاني»، استقروا في مستوطنة «خسفين»، الواقعة جنوب شرقي الجولان»، موضحا ان العائلات التي كانت «أخليت الأسبوع الماضي في قطاع غزة، كان من المفروض أن ينتقلوا للعيش في بيوت خاصة أعدت لهم من قبل الحكومة الإسرائيلية في «تلة أولغا»، قرب مدينة الخضيرة وسط إسرائيل، الا انهم رفضوا المسكن المقترح عليهم من قبل حكومتهم وأصروا على الانتقال إلى الجولان».

وقال وزير الاعلام السوري ان الاجراء الاسرائيلي انما «يؤكد عدم جدية اسرائيل بالسلام حتى مع الجانب الفلسطيني، ويشير الى ان اسرائيل انسحبت من قطاع غزة مرغمة تحت المقاومة وبسببها، وبديل انها تريد ان تنقل الاحتلال من مكان الى مكان اخر فقط».
ومع احتلال اسرائيل لمعظم مساحة هضبة الجولان العام 1967، نزح سكانها البالغ عددهم حينها نحو 150 الفا منها باتجاه دمشق ومدن سورية اخرى، ولم يبق سوى خمسة قرى على سفوح جبل الشيخ، يقدر عددهم حاليا بنحو 20 الفا.

والى جانب سكان القرى الخمسة السورية، توجد حاليا في الهضبة نحو 40 مستوطنة ونواة استطانية، يعيش فيها ايضا نحو 20 الف اسرائيلي، واكبرها مستوطنة كتسرين، وقد ضمت اسرائيل الهضبة بقرار من الكنيست العام 1980، وحاولت فرض هويتها على السوريين لكنها فشلت.

واكد دخل الله ان «سورية حكومة وشعبا، لم تنس موضوع الجولان، وتعتبر ان الوطن لا يكتمل استقلاله طالما ان الجولان محتل، كما لا تكتمل سيادته طالما ان الجولان محتل»، موضحا ان «قضية الجولان بالنسبة لسورية هي قضية تحتل الاولوية».

واعتبر دخل الله ان قضية الجولان «ليست قضية سياسية فقط، وانما هي قضية شعبية و وطنية من المستوى الاول، ولوحظ في الاونة الاخيرة تحركات شعبية واسعة من اجل الجولان ودعم الاهل في الجولان ودعم الاسرى السوريين في السجون الاسرائيلية»، مؤكدا انه «لن يحصل اي سلام في هذه المنطقة اذا لم يتحرر الجولان بكامله، اضافة الى الاراضي العربية المحتلة».