أبو اللطف يحذر من محاولات لاستبدال المنظمة بالسلطة

اتفق رئيس حركة فتح فاروق القدومي والفصائل الفلسطينية، خلال اجتماع في دمشق امس بغياب حركة الجهاد الإسلامي، على تشكيل لجنة عليا من الامناء العامين لفصائل المقاومة الفلسطينية تقوم بتفعيل منظمة التحرير وبمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في حوارات القاهرة، فيما حذر القدومي من محاولات لاستبدال منظمة التحرير الفلسطينية بالسلطة في بعض المحافل العربية والدولية.
وحضر الاجتماع، الذي تم في مكتب الرئيس السابق للمجلس الوطني الفلسطيني خالد الفاهوم، كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ومسؤول <<الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين>> في الخارج ماهر الطاهر والأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة طلال ناجي والأمين العام للحزب الشيوعي الفلسطيني عربي عواد والأمين العام لحركة النضال الشعبي خالد عبد المجيد والأمين العام لحركة الصاعقة محمد خليفة. وبرر الطاهر غياب الجهاد عن الاجتماع <<بسفر قادتها>>.
وقال القدومي إن الاجتماع كان ناجحا وإن المجتمعين <<تدارسوا أوضاع الساحة الفلسطينية والتحديات والاخطار المحدقة>> بها والمسؤوليات المترتبة عليها خاصة بعد <<اندحار الاحتلال>> والاستيطان الاسرائيليين عن غزة.
أضاف القدومي انه تم الاتفاق مبدئيا على تشكيل لجنة عليا من الامناء العامين لفصائل المقاومة الفلسطينية، تدعى <<اللجنة العليا للأمناء العامين>>، على أن يتم بحث الآليات والتفاصيل في اجتماع لاحق يعقد بعد أسبوعين من تاريخه في دمشق.
وقال الطاهر ل<<السفير>> إن هذه اللجنة ستجتمع مع القدومي بعد اسبوعين للعمل على وضع تصور شامل لآلية عملها. واوضح الطاهر انه <<تم الاتفاق على تفعيل دور فلسطينيي الشتات واستنهاض طاقات الشعب الفلسطيني>>. وقال إن <<الاتفاق على تشكيل لجنة الامناء العامين لا يشكل أي بديل عن أي من الاطر والمؤسسات القائمة، وإنما الهدف هو تفعيل منظمة التحرير وإحياء مؤسساتها خاصة بعد اندحار الاحتلال، حتى نطبق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة من ضرورة عقد اجتماع الامناء العامين وأعضاء اللجنة التنفيذية والسير نحو بناء منظمة التحرير إضافة إلى التحضير لعقد المجلس الوطني الفلسطيني>>.
أضاف الطاهر أن <<ابو اللطف ايضا قدم ورقة أوضح فيها أن ثمة محاولة لاستبدال منظمة التحرير الفلسطينية بالسلطة في بعض المحافل العربية والدولية، عبر تغيير التمثيل الذي لديها في الجامعة العربية ودول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة إلى السلطة>> معتبرا أن <<هذا لا يجوز ومخالف للمواثيق>>.
وأرفق القدومي أمثلة على ذلك في ورقته منها <<تحويل وكالة الأنباء الفلسطينية من منظمة التحرير إلى وزارة إعلام السلطة>>، و<<محاولة تعيين السفراء في الخارج عبر المجلس التشريعي والتي يجب أن تتم عبر الدائرة السياسية في المنظمة>>. وأبدى القدومي خشيته من أن يكون ذلك <<خطوة نحو إزالة منظمة التحرير ومعها حقوق خمسة ملايين فلسطيني في الخارج>>، وطالب بأن تتفق الفصائل على <<التأكيد أن المنظمة هي المرجعية وليس السلطة>>.
من جهته، قال مشعل <<لن نقبل أي وجود إسرائيلي (في غزة) وإلا فالاحتلال سيكون لا يزال مستمرا. أي معبر سيُفتح مع غزة يجب أن يكون تحت إشراف فلسطيني مصري>>، مضيفا ان المقاومة المسلحة هي التي اخرجت اسرائيل من القطاع، لافتا الى ان المقاومة <<لا تزال الوسيلة الوحيدة لمواصلة الطريق الى التحرير>>.
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة قد أعلنت امس أن الامين العام للجبهة أحمد جبريل التقى القدومي أمس الاول وتباحثا في مسألة <<الخروج الصهيوني من غزة والاستحقاقات الفلسطينية الداخلية>>. أضافت الجبهة أن الطرفين اتفقا أيضا على <<إدانة أي قبول فلسطيني رسمي أو غيره بوجود قوات الاحتلال سواء على المعابر البرية أو المياه أو الاجواء الفلسطينية في غزة لأن ذلك سيحول القطاع إلى سجن كبير>>.

مصادر
السفير (لبنان)