هل ثمة علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين تصاعد حملة التهديدات والضغوط الأميركية الموجهة لسوريا الآن‚ وبين نجاح دمشق في التعاون المطلوب مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري؟

وهل هناك امكانية لفتح باب الحوار السياسي بين دمشق وواشنطن‚ ولو في حدوده الدنيا؟

فثمة أجندة أميركية إزاء سوريا والمسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية‚ لا يخفون حتى التفاصيل وهم يكررون ـ في كل يوم ـ مطالبتهم لدمشق ان تنضم إلى «التحالف الأميركي» لمحاربة ما يسمى الإرهاب‚ أي بإختصار ان تقوم سوريا باعتقال قادة الفصائل الفلسطينية الموجودين لديها‚ وان تعلن الحرب على حزب الله‚ وان ترسل قواتها العسكرية من الجولان إلى الحدود مع العراق لحراسة وضبط الحدود هناك‚ وحماية جنود الاحتلال‚ ومنع أي تسلل‚ حتى لو كان من قبل طير في السماء‚ أو راع على الأرض‚ فاذا ما استجابت القيادة السورية لكل هذه الشروط والمطالب‚ وتخلت عن كل اشكال الممانعة والمقاومة‚ وجعلت من سوريا قاعدة أميركية لضرب المنطقة ومحاصرتها‚ وانخرطت في مشروع‚ الشرق الأوسط الكبير‚ وعزلت نفسها عن محيطها وتاريخها‚ وأدارت ظهر المجن لكل مواقفها الوطنية والقومية‚ ووافقت على فتح سفارة إسرائيلية في دمشق‚ وجعل علم نجمة داوود يرفرف في سماء الشام بالقرب من قاسيون وبردى ففي هذه الحالة فقط‚ يمكن للولايات المتحدة ان تعيد النظر في موقفها من سوريا‚ لكن كل هذا سيكون مؤقتا لان الشعب السوري لا يستطيع ان يخرج من جلده ويكون في الفراغ.

مصادر
الوطن (قطر)