هناك فريق من المحللين السياسيين يرى ان التطورات الجارية الآن في المنطقة‚ أصبحت تعمل لمصلحة سوريا‚ بدءا من زيارة الرئيس بشار الأسد للقاهرة‚ وإعلان مصر رسميا رفضها سياسة عزل سوريا وزعزعة الاستقرار فيها.

ومرورا بالتحول الذي طرأ على عمل ومهمة لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري‚ وانتهاء بضغوطات المأزق العراقي على الإدارة الأميركية ليخلص هؤلاء إلى نتيجة مفادها ان سوريا ستخرج من هذه الأزمة ـ المواجهة أكثر قوة واستقرارا وان الفترة القادمة‚ ستشهد المزيد من الانفراجات على هذا الصعيد.

لكن هناك فريقا آخر يرى انه لا بد من قراءة هذه التطورات من زاوية مغايرة‚ وملاحظة ان الادارة الأميركية التي تواجه مأزقا كبيرا في العراق وفي الداخل من جراء الاعاصير‚ قد تلجأ إلى سياسة الهروب للأمام من اجل التغطية على كل ما يجري‚ الأمر الذي يزيد من احتمالات لجوء صقور البنتاغون إلى اتخاذ قرار سريع بضرب سوريا‚ على أمل ان تترك التطورات المرتقبة الساحة مفتوحة أمام كل الاحتمالات.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا فعل العرب لحماية سوريا؟

وإذا كانت هناك خلافات أو اختلافات بين «النظام السوري» وبعض الدول العربية‚ فهل هذا يبرر ان تتآمر مثل هذه الدول على دمشق‚ بحجة الفصل بين النظام والشعب‚ أو بين الجيش والنظام‚ كما يحاول متعهدو السياسة الأميركية الجدد في لبنان فعل ذلك؟

ان زعزعة الاستقرار في سوريا ستقود تلقائيا إلى زعزعة الاستقرار الاقليمي‚ وهذا لا بد ان يفتح «أبواب جهنم» أمام السياسات والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط! ولن يؤدي الأمر إلى الفوضى «الخلاقة»‚ كما يتصورها المحافظون الجدد بل إلى مواجهة كبيرة‚ قد تسقط مواقع وعروشا من الاجندة القائمة!

مصادر
الوطن (قطر)