الشرق الأوسط محور عمليات ’’القاعدة’’ ومسلمو الغرب يعيشون في عزلة

ما هي أصداء تفجيرات عمّان؟ وهل لا مناص من استثناء الاستخبارات من تطبيق اتفاقية جنيف؟ وكيف يستفيد ’’الديمقراطيون’’ من فوزهم في انتخابات حكام الولايات في فرجينيا ونيوجيرسي؟ وماذا عن أسباب عزلة مسلمي الغرب؟ أسئلة نجيب عليها ضمن جولة أسبوعية سريعة في الصحافة الأميركية•

أصداء تفجيرات عمّان: في معرض تعليقها على التفجيرات التي طالت ثلاثة فنادق في العاصمة الأردنية عمّان، وتحت عنوان ’’عزلة القاعدة’’ نشرت ’’الواشنطن بوست’’ يوم الجمعة الماضي افتتاحية رأت خلالها أنه إذا كان هدف الإرهابيين منفذي هذه التفجيرات هو قتل الأميركيين، فإنهم فشلوا؛ فالتفجيرات أودت بحياة 33 أردنياً واثنين من كبار المسؤولين الأمنيين الفلسطينيين وبحرينيين اثنين وصينيين اثنين وسعودي وإندونيسي، ما يعني أن هؤلاء الإرهابيين استهدفوا أردنيين وأودوا بحياة أشخاص يعتبرون أنفسهم أعداء لأميركا وإسرائيل، وذلك بدلاً من أن يستهدفوا ’’اليهود والصليبيين’’• الصحيفة أشارت إلى أن تأييد الشارع العربي لتنظيم ’’القاعدة’’ آخذ في التراجع؛ فـ’’حزب الله’’ اللبناني وحركة ’’حماس’’ الفلسطينية، وهما التنظيمان اللذان يقومان، حسب الصحيفة، بتنفيذ عمليات انتحارية، تخليا عن العنف، على الأقل بصورة مؤقتة، وانضويا في العملية السياسية الديمقراطية• رؤية شعوب المنطقة لـ’’القاعدة’’ بعد تفجيرات عمّان، تتلخص في أن التنظيم يحز رؤوس المسلمين ويفجر المساجد ويطبق في المناطق التي يسيطر عليها نظاماً تسلطياً على الطريقة الطالبانية• وفي الموضوع ذاته، نشرت ’’النيويورك تايمز’’ يوم الجمعة الماضي افتتاحية رأت خلالها أن الربط بين تفجيرات عمّان والحرب على العراق فيه تبسيط شديد للأمور، ذلك لأن ’’القاعدة’’ خططت لهجمات مماثلة في الأردن قبل ست سنوات، وساعتها كان الرئيس كلينتون رئيساً للولايات المتحدة، وذلك قبل وقوع هجمات سبتمبر، وقبل غزو الولايات المتحدة للعراق• أما ’’نيوزداي’’، فتوصلت في افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي إلى أنه إذا كان تنظيم ’’القاعدة’’ استغل الحرب على العراق وجعلها ميزة تخدم مصالحه، سواء ما يتعلق بتدريب وتجنيد عناصر جديدة، فإن أسامة بن لادن قد جعل الشرق الأوسط، لا الولايات المتحدة محوراً لعملياته الاستراتيجية•

الـ CIA وخيار التعذيب: بعبارة ’’عندما يصبح التعذيب الخيار الوحيد’’ عنون ’’ديفيد غيليرنتر’’ مقاله المنشور أول من أمس في ’’لوس أنجلوس تايمز’’ ليوضح جانباً من الجدل الدائر بين مجلس ’’الشيوخ’’ وإدارة الرئيس بوش، بسبب مطالبة الأخيرة باستثناء وكالة الاستخبارات المركزية من قانون اقترحه ’’جون ماكين’’، السيناتور ’’الجمهوري’’ عن ولاية أريزونا، يلزم جميع الوكالات الأميركية بتطبيق اتفاقية جنيف المعنية بحظر إساءة معاملة السجناء أو تعذيبهم• وحسب الكاتب، وافق مجلس ’’الشيوخ’’ على القرار بأغلبية 90 عضواً مقابل تسعة، غير أن الرئيس الأميركي قال إنه سيرفض القانون ما لم يتم استثناء وكالة الاستخبارات المركزية من تطبيقه، وضمن هذا الإطار يقود ديك تشيني حملة لتمرير هذا الاستثناء، وهي حملة صعبة من وجهة نظر الكاتب لأن أنصار التعذيب قليلون في واشنطن• لكن معارضي القانون لا يعتقدون أن على الـCIA استخدام وسائل التعذيب أو اللجوء إلى أساليب قاسية في الاستجواب، بل يرون أن الوكالة تحتاج في بعض الأحيان إلى وسائل لاستخلاص الحقيقة من السجناء، لا لأنها ترغب في تعذيبهم، بل لأن التعذيب ربما يكون الوسيلة الوحيدة للحصول على الحقيقة، ومن ثم حماية أرواح الأبرياء• الكاتب، الذي يؤيد موقف بوش وتشيني، عزز موقفه بالإشارة إلى مقال كان الفيلسوف الأميركي ’’مايكل ليفن’’ نشره عام 1982 وعارض خلاله رفض الأميركيين اللجوء إلى التعذيب، قال فيه:’’ماذا لو تم القبض على شخص على علم بمكان قنبلة نووية مخبأة في مكان ما بمنهاتن، ففي هذه الحالة سيكون تعذيبه لمعرفة مكان القنبلة هو الوسيلة الوحيدة لحماية أرواح عشرات الآلاف من الضحايا’’•

طعم النجاح في فرجينيا ونيوجيرسي: ضمن تقريرها المنشور يوم الخميس الماضي في ’’كريستيان ساينس مونيتور’’، استنتجت ’’ليندا فيلدمان’’ أن ’’الديمقراطيين’’ ينظرون إلى فوزهم يوم الثلاثاء الماضي في انتخابات تنصيب حاكمي فرجينيا ونيوجيرسي بأنه يشبه الاستفتاء على رئاسة بوش، لا سيما وأن حزبه- ’’الجمهوري’’- خسر في هذه الانتخابات، التي يتم إجراؤها كل أربع سنوات• التقرير أشار أيضاً إلى أن ’’الديمقراطيين’’ و’’الجمهوريين’’ يعتقدون أنه لا توجد أصداء على المستوى القومي لهذه الانتخابات• لكن هذا ليس صحيحاً؛ فنجاح ’’الديمقراطيين’’ في تبوؤ منصب الحاكم في فرجينيا ونيوجيرسي، سيعطيهم مزيداً من الأمل، وسيحفزهم على تعزيز رصيدهم السياسي لدى الشارع الأميركي، وهو ما يمكن الاستفادة منه في انتخابات الكونغرس المزمع إجراؤها في نوفمبر ،2006 وذلك من خلال تجنيد أعضاء أقوياء لخوض هذه الانتخابات المهمة•

عزلة مسلمي الغرب: في مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي بصحيفة ’’شيكاغو تريبيون’’، سلط سالم المريوطي، المدير التنفيذي للمجلس الإسلامي للشؤون العامة، الضوء على المشكلات التي تواجه الجاليات الإسلامية في أوروبا وأميركا• الكاتب -الذي سيشارك في مؤتمر من المقرر انعقاده في بروكسل هذا الأسبوع لمناقشة مستوى اندماج المسلمين داخل المجتمعات الأوروبية والأميركية- أشار إلى أن ثمة فجوة اتصال بين الجاليات الإسلامية والحكومات الغربية، جعلت كثيراً من أبناء هذه الجاليات يستنتجون أن هذه الحكومات تطبق سياسات عنصرية بغرض استبعادهم من المجتمعات الغربية• وهناك شعور بالعزلة لدى كثير من مسلمي الغرب، ومن الواضح أنهم يدركون بشكل واضح أن القيادات التي تمثلهم لا تعبر عن مشكلاتهم الحقيقية• وضمن هذا الإطار نجد أن أولى الخطوات التي اتخذتها فرنسا عقب تفجيرات لندن التي وقعت في الصيف الماضي، هي استبدال القيادات الدينية بأخرى قامت الحكومة الفرنسية بتعيينها، وذلك لسببين أولهما: أن هذه القيادات فشلت في تكوين أرضية للتكامل بين الجالية المسلمة والمجتمع الفرنسي، ثانيهما: حاجة الفرنسيين لقيادات إسلامية تحارب من خلالها التطرف الإسلامي• وبالنسبة لأحداث الشغب في فرنسا، لفت المريوطي الانتباه إلى أن رئيس الوزراء الفرنسي’’دومنيك دوفيلبان’’ اضطر إلى الإعلان عن تدشين وكالة لمكافحة التمييز من خلالها تستطيع الحكومة تخفيض معدلات البطالة المتنامية في مناطق تمركز المهاجرين، خاصة من ذوي الأصول الجزائرية• ومن ناحية أخرى لم يعد مجتمع المهاجرين في فرنسا يضم مهاجرين بالمعنى الصحيح للكلمة، حيث ولد معظمهم وتربي داخل فرنسا، وعلى رغم ذلك تتم معاملتهم على أنهم مغتربون• الكاتب حذر من خطورة استغلال تنظيم ’’القاعدة’’ للاضطرابات القائمة الآن بين الغرب والجاليات الإسلامية، ما يستلزم الإسراع في تحقيق التكامل بين هذه الجاليات والمجتمعات الغربية، بما يتضمنه ذلك من الاعتراف بالتعددية•

أصداء تفجيرات عمّان: في معرض تعليقها على التفجيرات التي طالت ثلاثة فنادق في العاصمة الأردنية عمّان، وتحت عنوان ’’عزلة القاعدة’’ نشرت ’’الواشنطن بوست’’ يوم الجمعة الماضي افتتاحية رأت خلالها أنه إذا كان هدف الإرهابيين منفذي هذه التفجيرات هو قتل الأميركيين، فإنهم فشلوا؛ فالتفجيرات أودت بحياة 33 أردنياً واثنين من كبار المسؤولين الأمنيين الفلسطينيين وبحرينيين اثنين وصينيين اثنين وسعودي وإندونيسي، ما يعني أن هؤلاء الإرهابيين استهدفوا أردنيين وأودوا بحياة أشخاص يعتبرون أنفسهم أعداء لأميركا وإسرائيل، وذلك بدلاً من أن يستهدفوا ’’اليهود والصليبيين’’• الصحيفة أشارت إلى أن تأييد الشارع العربي لتنظيم ’’القاعدة’’ آخذ في التراجع؛ فـ’’حزب الله’’ اللبناني وحركة ’’حماس’’ الفلسطينية، وهما التنظيمان اللذان يقومان، حسب الصحيفة، بتنفيذ عمليات انتحارية، تخليا عن العنف، على الأقل بصورة مؤقتة، وانضويا في العملية السياسية الديمقراطية• رؤية شعوب المنطقة لـ’’القاعدة’’ بعد تفجيرات عمّان، تتلخص في أن التنظيم يحز رؤوس المسلمين ويفجر المساجد ويطبق في المناطق التي يسيطر عليها نظاماً تسلطياً على الطريقة الطالبانية• وفي الموضوع ذاته، نشرت ’’النيويورك تايمز’’ يوم الجمعة الماضي افتتاحية رأت خلالها أن الربط بين تفجيرات عمّان والحرب على العراق فيه تبسيط شديد للأمور، ذلك لأن ’’القاعدة’’ خططت لهجمات مماثلة في الأردن قبل ست سنوات، وساعتها كان الرئيس كلينتون رئيساً للولايات المتحدة، وذلك قبل وقوع هجمات سبتمبر، وقبل غزو الولايات المتحدة للعراق• أما ’’نيوزداي’’، فتوصلت في افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي إلى أنه إذا كان تنظيم ’’القاعدة’’ استغل الحرب على العراق وجعلها ميزة تخدم مصالحه، سواء ما يتعلق بتدريب وتجنيد عناصر جديدة، فإن أسامة بن لادن قد جعل الشرق الأوسط، لا الولايات المتحدة محوراً لعملياته الاستراتيجية•

الـ CIA وخيار التعذيب: بعبارة ’’عندما يصبح التعذيب الخيار الوحيد’’ عنون ’’ديفيد غيليرنتر’’ مقاله المنشور أول من أمس في ’’لوس أنجلوس تايمز’’ ليوضح جانباً من الجدل الدائر بين مجلس ’’الشيوخ’’ وإدارة الرئيس بوش، بسبب مطالبة الأخيرة باستثناء وكالة الاستخبارات المركزية من قانون اقترحه ’’جون ماكين’’، السيناتور ’’الجمهوري’’ عن ولاية أريزونا، يلزم جميع الوكالات الأميركية بتطبيق اتفاقية جنيف المعنية بحظر إساءة معاملة السجناء أو تعذيبهم• وحسب الكاتب، وافق مجلس ’’الشيوخ’’ على القرار بأغلبية 90 عضواً مقابل تسعة، غير أن الرئيس الأميركي قال إنه سيرفض القانون ما لم يتم استثناء وكالة الاستخبارات المركزية من تطبيقه، وضمن هذا الإطار يقود ديك تشيني حملة لتمرير هذا الاستثناء، وهي حملة صعبة من وجهة نظر الكاتب لأن أنصار التعذيب قليلون في واشنطن• لكن معارضي القانون لا يعتقدون أن على الـCIA استخدام وسائل التعذيب أو اللجوء إلى أساليب قاسية في الاستجواب، بل يرون أن الوكالة تحتاج في بعض الأحيان إلى وسائل لاستخلاص الحقيقة من السجناء، لا لأنها ترغب في تعذيبهم، بل لأن التعذيب ربما يكون الوسيلة الوحيدة للحصول على الحقيقة، ومن ثم حماية أرواح الأبرياء• الكاتب، الذي يؤيد موقف بوش وتشيني، عزز موقفه بالإشارة إلى مقال كان الفيلسوف الأميركي ’’مايكل ليفن’’ نشره عام 1982 وعارض خلاله رفض الأميركيين اللجوء إلى التعذيب، قال فيه:’’ماذا لو تم القبض على شخص على علم بمكان قنبلة نووية مخبأة في مكان ما بمنهاتن، ففي هذه الحالة سيكون تعذيبه لمعرفة مكان القنبلة هو الوسيلة الوحيدة لحماية أرواح عشرات الآلاف من الضحايا’’•

طعم النجاح في فرجينيا ونيوجيرسي: ضمن تقريرها المنشور يوم الخميس الماضي في ’’كريستيان ساينس مونيتور’’، استنتجت ’’ليندا فيلدمان’’ أن ’’الديمقراطيين’’ ينظرون إلى فوزهم يوم الثلاثاء الماضي في انتخابات تنصيب حاكمي فرجينيا ونيوجيرسي بأنه يشبه الاستفتاء على رئاسة بوش، لا سيما وأن حزبه- ’’الجمهوري’’- خسر في هذه الانتخابات، التي يتم إجراؤها كل أربع سنوات• التقرير أشار أيضاً إلى أن ’’الديمقراطيين’’ و’’الجمهوريين’’ يعتقدون أنه لا توجد أصداء على المستوى القومي لهذه الانتخابات• لكن هذا ليس صحيحاً؛ فنجاح ’’الديمقراطيين’’ في تبوؤ منصب الحاكم في فرجينيا ونيوجيرسي، سيعطيهم مزيداً من الأمل، وسيحفزهم على تعزيز رصيدهم السياسي لدى الشارع الأميركي، وهو ما يمكن الاستفادة منه في انتخابات الكونغرس المزمع إجراؤها في نوفمبر ،2006 وذلك من خلال تجنيد أعضاء أقوياء لخوض هذه الانتخابات المهمة•

عزلة مسلمي الغرب: في مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي بصحيفة ’’شيكاغو تريبيون’’، سلط سالم المريوطي، المدير التنفيذي للمجلس الإسلامي للشؤون العامة، الضوء على المشكلات التي تواجه الجاليات الإسلامية في أوروبا وأميركا• الكاتب -الذي سيشارك في مؤتمر من المقرر انعقاده في بروكسل هذا الأسبوع لمناقشة مستوى اندماج المسلمين داخل المجتمعات الأوروبية والأميركية- أشار إلى أن ثمة فجوة اتصال بين الجاليات الإسلامية والحكومات الغربية، جعلت كثيراً من أبناء هذه الجاليات يستنتجون أن هذه الحكومات تطبق سياسات عنصرية بغرض استبعادهم من المجتمعات الغربية• وهناك شعور بالعزلة لدى كثير من مسلمي الغرب، ومن الواضح أنهم يدركون بشكل واضح أن القيادات التي تمثلهم لا تعبر عن مشكلاتهم الحقيقية• وضمن هذا الإطار نجد أن أولى الخطوات التي اتخذتها فرنسا عقب تفجيرات لندن التي وقعت في الصيف الماضي، هي استبدال القيادات الدينية بأخرى قامت الحكومة الفرنسية بتعيينها، وذلك لسببين أولهما: أن هذه القيادات فشلت في تكوين أرضية للتكامل بين الجالية المسلمة والمجتمع الفرنسي، ثانيهما: حاجة الفرنسيين لقيادات إسلامية تحارب من خلالها التطرف الإسلامي• وبالنسبة لأحداث الشغب في فرنسا، لفت المريوطي الانتباه إلى أن رئيس الوزراء الفرنسي’’دومنيك دوفيلبان’’ اضطر إلى الإعلان عن تدشين وكالة لمكافحة التمييز من خلالها تستطيع الحكومة تخفيض معدلات البطالة المتنامية في مناطق تمركز المهاجرين، خاصة من ذوي الأصول الجزائرية• ومن ناحية أخرى لم يعد مجتمع المهاجرين في فرنسا يضم مهاجرين بالمعنى الصحيح للكلمة، حيث ولد معظمهم وتربي داخل فرنسا، وعلى رغم ذلك تتم معاملتهم على أنهم مغتربون• الكاتب حذر من خطورة استغلال تنظيم ’’القاعدة’’ للاضطرابات القائمة الآن بين الغرب والجاليات الإسلامية، ما يستلزم الإسراع في تحقيق التكامل بين هذه الجاليات والمجتمعات الغربية، بما يتضمنه ذلك من الاعتراف بالتعددية•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)