غانا وفرت في عام واحد مبلغ 240 مليون دولار من استهلاك الوقود نتيجة لاستخدامها اللايتانول مع البنزين بما يسمى الوقود المرن ، 25% من وقود البرازيلين هو من الايثانول ، و3% من وقود الولايات المتحدة .. خبر عادي تتناوله الصحف فلا شيء يقف امام العلم ، خصوصا في مواجهة حقائق مهمة كنضوب النفط وارتفاع حرارة الارض والمشاكل البيئية الاخرى .

والايتانول منتج زراعي بامتياز فهو كحول بسيط ناتج عن تخمر السكريات المتنوعة من بذر اللفت وحتى جوز الهند مرورا بقصب السكر وشوندره والى ما هنالك من سكريات ناتجة عن فعل الزراعة والبستنة الذي نفخر اننا من رواده، وهو وقود اقل من البنزين فعالية ولكنه مأمون بيئيا، ومتوفر ماديا، ومساهم في حل ازمات البطالة والكسادات الزراعية، اي انه صناعة زراعية بامتياز .

وحتى لا نكبر الحجر، ونحلم بطاقة نووية، او بآبار جديدة للنفط .. ها قد أزفت فرصة للتعامل مع الحياة والمستقبل ... فهل نحن قدها ؟ فنحن بلد زراعي ... وباحث عن فرص استثمار استراتيجي، وعلى شفا ازمة بطالة ونضوب النفط، وهذه صناعة بسيطة ومفيدة واستراتيجية ... فهل نقبل هذا التحدي مع انه ليس تحديا بالمعنى العام للكلمة .

في معرض دمشق الدولى قدم احدهم ( د. ابوحرب على ما اذكر ) أنموذجين لسيارة صنعت في سوريا منعتا من الولادة والتصنيع بحجة ان شروط الأمان لا تتوفر فيهما، وراحت الأيام وإذا بنا نركب سيارات في منتهى سوء شروط الامان، وكأن الوزارة التي منعت تصنيع السيارات محليا تفقه في السيارات وامانها ، وفي كل الاحوال لو تعاونت تلك الوزارة مع د. ابو حرب في تطوير النماذج ولو بدأ التصنيع آنئذ لوصلنا الى سيارة جيدة ومنافسة لما نراه في الاسواق الان .

في كل الاحوال ارجو ان لا يكون الايثانول مادة غربية تدعونا للانحراف عن خصوصياتنا، ولا مادة استعمارية تضعنا تحت الضغوط الدولية، ولا مادة مستعربة تقف ضد العرب العاربة، ولا مادة تدعو الى خيانة البنزين والمازوت تجعل من منتجيها عملاء لدوائر الغرب، ولا ان يظهر منظر ليقول انها تحمي البيئة الغربية بناء على تدمير بيئتنا، ولا ان يقول ان الايتانول كحول وهو لا يناسب سياراتنا التي اعتادت التقوى في تنفيذها لنظام السير. كل ما هنالك ان نجرب ان نكون منتجين مرة واحدة بدلا من ان نكون مستهلكين .