لم يكن (شو) الشاب الكوري بعيدا عن أعين الرقابة النفسية والاجتماعية وحتى الأمنية في جامعة فيرجينيا عندما استيقظ ذلك الصباح واطلق النار على زملاء له موديا بحياة 33 من زملائه. وكذا الجنود الاميركيون في العراق ليسوا ببعيدين عن الرقابة النفسية والاجتماعية وهم يردون العراقيين على الارصفة في ممارسة اجتماعية تحتمل فقط الخطأ والصواب فالدم في الثقافة الاميركية هو عملة يومية متداولة والنقاش يدور حوله في اية منطقة يقع مع الخطأ أم مع الصواب، ولكن ماذا لو فكر فرد من بين مئتين وخمسون مليون بشري (وهذا احتمال قائم) انه يقع في منطقة الصواب ؟ ألا يخرج بنفسه من مسؤولية الدم ليحملها الى المجتمع وتصبح الارواح المهدورة في رقبة المجتمع؟

في صفاقس الوضع مشابه تماما فنتيجة التدافع والازدحام الفوضوي في احتفال (اقول احتفال) زهقت سبعة ارواح وعشرات الجرحى ، لتحال المسؤولية على الاحتفال كفعل طارىء على المجتمع اي انه في منطقة الخطأ وليس على الثقافة الاجتماعية التي لا تعترف بالنظام او ليس لها المقدرة على احتمال تواجد مجموعة كبيرة في مكان واحد ، لتصبح الارواح المهدورة في رقبة المجتمع مرة اخرى كالمثال السابق.

المثالين حصلا او وقعا بسبب الحرية ،فهل الحرية قاتلة الى هذه الدرجة؟

اعتقد أن الحرية منتج مجتمعي لا يمكن لها العيش خارج عبودية حق الآخر بحرية مقابلة، من هنا تبدو الجريمتين تحصيل حاصل في مجتمعات لا تستطيع تحمل تبعات حق ألآخر بأن يكون حرا ، عبر تربية طويلة ومستديمة تنتج الفوضى القاتلة التي يدفع ثمنها الافراد ، وتقيد ضد مجهول / معلوم الذي هو المجتمع المشكل من هؤلاء الافراد … وحلها اذا فيك!!!