لم تعد دراسات مستقبل الكرة الارضية البيئية مترفعة عن ثقافة الشارع المجتمعية، ولم يعد موضوع مصير هذه الكرة / القرية هو من أختصاصات مجموعة من العلماء المتنسكين الذين يقبعون في المخابر او يتراكضون وراء حيوان مهدد بالانقراض هنا او هناك ولا المهووسين بقياس ارتفاع المياه في المحيطات عدة مليمترات كل سنة ، فالكارثة الأرضية أصبحت بحكم الواقع الموضوعي صحيح أن تواريخ مثل عام 2050 او 2100 هي تواريخ افتراضية الا انها تشير الى الاسوأ في حال استمر سكان الكوكب على استهلاكه بهذه الطريقة الهمجية.

وطبعا هذه التواريخ سوف تكون حاضرة ليس بحكم الوقت المتسارع فقط وانما بحكم سيرورة الطبيعة ، وهنا لا يمكننا القول من صنع الكارثة عليه بمواجهة نتائجها ، حتى وان شعرنا بالظلم والمرارة فالدول الصناعية الكبرى هي المسبب الأكبر والأكيد لظاهرة الاحتباس الحراري المدمرة والتي بدأت نتائجها بالظهور على شكل تغير في الاحوال الجوية المعتادة ، وذوبان الثلوج الأزلية في القطبين ، ما يجعلنا وكأفراد أمام معركة حضارية حتى لو كنا وكأفراد لن نعيش حتى عام 2050 أو 2100 .

المشكلة في ثقافة الخلاص الفردي التي نمارسها في اثناء ألارتقاء الانساني باتجاه الخلاص الجمعي ، حتى ولو كان سبب هذه الكارثة ( البعيدة عنا ثقافيا ) هو الخلاص الجمعي على الصعيد القومي الذي سوف يزاح مقابل الكارثة المعولمة اجباريا .

ثقافة القرية الكونية تطرق أبوابنا وتفرض علينا فرضا ، من باب اكتشاف الكارثة قبيل وقوعها ومن باب اننا ضحاياها شئنا ام ابينا

فماذا نحن بفاعلون ؟

هل نتحضر للتأقلم مع النتائج ؟ وهذا فعل خلاص جمعي . أم نناضل ضد الدول الغنية التي تزيد من وقع الكارثة في محاولة لأيقافها عند هذه الحدود في تخريب الارض ؟ وهو الآخر فعل خلاص جمعي .

انها ليست مشكلة ايدز او انفلونزا الطيور ولا زلزال أو تسونامي، انها مشكلة كل كائن حي سوف يتلقى هذه نتائج هذه الهمجية .. و من العارأن يقف صامتا تجاه المصائب … آن الآوان كي ( نتحلى ) بثقافة الخلاص الجمعي .. ولكن من أين نبدأ .