لطالما كان هناك في الصحف الورقية زاوية اسمها قرأت لك، وعادة ما تكون هذه المادة لكاتب ذواق يرى في عمل أدبي متعة وجمال ما يجعل العمل المقروء لنا يستحق استعراض ملذاته وحكمه ودهشاته، ولعل اسوأ الزوايا التي قرأت في حياتي تلك التي تمتدح عملا دعائيا ايديولوجيا ينزل الى مستوى الرسوم التوضيحية ، معيدا على القارىء ما يعرفه مع بعض التوجيهات العقائدية التي تجعل من قضية الايديولوجيا المستعرضة قضية عادلة لا بل منتصرة لا يشق لها غبار في الالمعية والفهم والجمال .

أثارتني فكرة قرأت لك وانا اقرأ ما يشبه القصة القصيرة (ربما كانت تقريرا على الارجح او تنويها على الغالب) اسمها حكايتي مع الخواجات ، لكاتب من مصر اسمه سعيد سالم (مجلة العربي الكويتية العدد583 حزيران 2007) تتميز هذه الصفحات (ما اسماه الكاتب قصة واعترفت به المجلة) فقد أثارتني فكرة القصة المقطعة والمرقمة ، لأنسان صنعت حياته من التفاعل والاشتراك بالحياة مع أجانب اوربيين واميركان ونجح نجاحا باهرا ولكنه وفي نهاية المطاف يدين ويشتم هكذا بشر مدعيا انهم تسببوا في خراب حياته .

الخواجة اندرز صاحب معمل تغليف الشاي أحاطه بعناية وعطف اثناء العمل العمل في العطلة الصيفية ولكن البطل بعد ان عبر العمر كله يشكك الان انه (وكأنه) كان شاذا جنسيا.

أحب بطل القصة / التقريركرستينا ابنة جيرانه الخواجة اسطفانوس فعلمته أن يقرأ لبلزاك وغوركي والرقص على انغام الموسيقا واشياء أخر ، ولكن اسطفانوس ( كأنه) لم يكن حزينا عندما توفي والد بطل القصة وهذا شك واضح في نواياه تجاهه وارسلته كرستينا الى اليونان للعمل فنجح نجاحا باهرا وانتقل جائبا اوربا منتقلا من نجاح الى نجاح منتقلا الى اميركا حيث احب وتزوج ولكن و (كأن) المرأة الاميركية ليست مثل المرأة الشرقية حيث أدت هذه (الكأن) الى الطلاق ، وبالاضافة الى الحنين الى الوطن انتقل عائدا الى مصر.

قصة نجاح باهره اكتملت لأنه هو نفسه وليس للآخرين أي دور الا الدور المخرب لحياته الرائعة لو لم يفعل الذي سبق في حياته ، واليوم تطارده اشباح اندرز وكرستينا واسطفانوس وبريوني وكاتيا وجاكسون وايديهم ملطخة بدمائنا .. ولكنه هو نفسه على قيد الحياة لم يقتله أحد !!!!!!!!!!

في هكذا نوع من القص التهييجي المتخلف ينتفي كون الفن دعوة لمعرفة روح الآخر وجماله الشخصي قاطعا الطريق على أي نوع من الجمال والخير قد يكتنف الآخر الجمعي انها

قصة عنصرية بأمتياز تجعلنا نفكر بالقصص الايديولوجية الباهتة وكأنها تستحق جائزة نوبل للعدالة الاجتماعية .لذلك عزيزي القارىء لا يسعدني البتة ان اقول قرأت لك ...اقرأ انت بنفسك وسترى الى يمكن لهكذا نوع من (الادب) الاعلامي .. أن.. يقذف.. بنا