مع كل الذي قيل ويقال عن دريد لحام الشخص والفنان ، لكنه يبقى سباقا في العطاء الى الفن السوري المعاصر، فهو الذي اخرج المسلسل السوري (الدرامة السورية فيما بعد) الى حيز الوجود التسويقي الذي يعني الحضور على الشاشات وليس في العلب. ومع أن تسويق اللهجة كان مسألة حاسمة في هذا الموضوع الا ان عمله الفني يمتلك خاصيتين استطاعتا تمهيد الارض لاستقبال الفن الدرامي السوري:

الاولى هي البهجة، وهي خاصية لم يستغن عنها اللحام الى اليوم حيث يعتبر ان الفرح والاسعاد هما من اوليات العمل الفني فالفن وان كان عامل ارتقائي الا انه لا يتصف بصفات الفرمان المعلوماتي المتجهم.

اما الثانية فهي الموضوعية كخاصية تعبر عن الالتزام بالحياة بما انها حياة بتفاصيلها الاجتماعية.

لم يترك النقاد الثورجيون تجربة دريد لحام لتكمل مسيرتها دون مساعدتهم بل عاثوا فيها تقزيمها من خارج موضوعها على اساس انها تجربة برجوازية صغيرة لا ترقى الى الرؤية الايديولوجية لحل مشاكل المجتمع بالوعي الثوري، وفاتهم انهم كانوا يقوضون احد اهم اسس الفن الا وهو التنوع الحر، فالهجوم على تجربة فنية من خارجها يقوض التجارب وليس العمل الفني (مسرحية او فيلم او مسلسل) بمفرده. ومع هذا استمر اللحام في تجرته ولو انه انكمش قليلا واصبح كاطير المغرد خارج سربه .

يكفي دريد لحام انه لم (ينق) ماديا ولم يتحول الى فهلوي فهو تعامل مع العمل الفني كوجود موضوعي ذو ابعاد اقتصادية تسمح له بالعيش الكريم دون انتظار الاعطيات من احد.

واليوم دريد لحام ابن الثانية والسبعين يعيش كريما بلا خوف من قفقة او انتظار اعطية ، وتبقى كلمة حب موجهة من قبل الناس العاديون الذين ابهجهم يوما..

في مكتبة الاسد هناك لقاء معه الساعة السابعة من يوم الاثنين 20 / 8 / 2007 ربما استطعنا ان نقول له شكرا