يبدو أن النائب اللبناني وليد جنبلاط، أصيب بخيبة أمل أو صدمة ما، في واشنطن، لأنه وجد أن الإدارة الأميركية ليست بصدد تغيير النظام السوري، بل هي تعمل لتغيير سلوكه فقط، وعلى الرغم من أن جنبلاط جادل وحاول إقناع أصحاب القرار في الولايات المتحدة أنه لا يمكن تغيير سلوك النظام السوري، إلا عبر إسقاطه، ولجأ إلى مؤسسات الرأي العام الأميركي لشرح وجهة نظره، وتسويق أفكاره التي ادعى عبرها أن لبنان لن ينعم بالأمن والاستقرار، إذا ما بقي نظام الحكم في دمشق قائما، فإنه لم يلق أي تجاوب أو استجابة، حتى من قبل بقايا المحافظين الجدد (تشيني وإبراهام وهادلي)، لأن إدارة بوش تدرك بأن هناك صعوبة بالغة، وربما استحالة في تغيير نظام الحكم في سوريا، ولو كانت واشنطن قادرة على ذلك لفعلت في أعقاب غزوها للعراق عام 2003، حيث كان الزخم السياسي والإعلامي في ذروته، وكان باستطاعة الولايات المتحدة استخذام ذريعة أن دمشق عارضت الغزو، كغطاء لاحتلال سوريا، وبذلك يعود جنبلاط من الولايات المتحدة بخفي حنين، وهو الذي كان يأمل أن تساهم زيارته لأميركا في دفع الرئيس بوش إلى اتخاذ قرار فوري بغزو سوريا، واحتلال دمشق، وتقديم قادة النظام إلى المحاكمة، وبدلا من ذلك فإن الاحتمال الأكثر واقعية الآن هو تقديم جنبلاط نفسه إلى المحاكمة، كونه تجاوز في تصريحاته ومواقفه الأخيرة كل «الخطوط الحمراء» وتطاول حتى على لغة المنطق والعقل، وبدا وكأنه كان في حالة هذيان أو هيستيريا سياسية، ويبدو أن جنبلاط هذا، اكتشف أن المجتمع الدولي هو مع بقاء النظام السوري، وأن هناك انفتاحا، حتى من إدارة بوش على سوريا.

مصادر
الوطن (قطر)