لم يعد السؤال الذي يتداوله المراقبون: هل تقع الحرب بين سوريا وإسرائيل، بل أصبح: متى ستقع الحرب؟ وهل ستقتصر على الجبهة السورية - الإسرائيلية، أم أنها ستتحول الى مواجهة إقليمية؟

ذلك أن الاستعدادات التي تشهدها إسرائيل، هي مؤشر واضح وقوي على أنهم يعدون أنفسهم لحرب كبيرة وخطيرة، وهم يتوقعون أن تستخدم فيها الأسلحة غير التقليدية، مما دفع بوزير الحرب ايهود باراك الى اعادة توزيع كمامات الغاز على أوسع جمهور في اسرائيل وخاصة في مستوطنات الشمال!

وثمة اجماع لدى الخبراء بأن قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الجدد وخاصة وزير الحرب ايهود باراك ورئيس هيئة الأركان اشكنازي يعتقدون ان هناك فرصة هامة جدا امام اسرائيل لاستعادة قوة وهيبة الردع التي فقدتها في حرب لبنان العام الماضي وأن هذه الفرصة تتمثل بتوجيه ضربة عسكرية سريعة وقوية الى سوريا والعمل على توظيف نتائجها وتفاعلاتها، لفرض شروط الاستسلام على دمشق!! وذلك كمقدمة لإحداث تغييرات دراماتيكية في أوضاع المنطقة، خاصة وأن هناك استعدادا عند بعض دول الاعتدال العربي لتغطية مثل هذا العدوان وحتى تمويله ماليا! إذ أن ما جرى مع حزب الله عام 2006، يمكن أن يتكرر مع سوريا الآن، من وجهة النظر الإسرائيلية على الأقل!

وربما كانت الأسابيع القادمة هي الأخطر في تاريخ الصراع العربي - الصهيوني لأن ما يخطط للمنطقة هو على درجة كبيرة جدا من العدوانية والكارثية حيث أن فرض عقوبات اميركية جديدة على ايران - وفي هذا الوقت بالذات - يُفسر من قبل المحللين على أنه مقدمة لعمل عسكري ضد طهران وهو قد يتزامن مع قيام اسرائيل بمهاجمة سوريا لأن هناك قناعة لدى واشنطن وتل أبيب بأن هذه الفرصة المتاحة الآن لن تتكرر وبالتالي لابد من استغلالها بسرعه وفعاليه!

مصادر
الوطن (قطر)