لا أريد في هذا المقال أن أشير إلى الكنيست كمؤسسة تعطي الشرعية لما تصوت لصالحة، فأنا أعي تماما أن الكنيست هو مؤسسة احتلال، وبما أنها من الاحتلال سببا ونتيجة فهي زائلة معه مثل كل شيء له بداية فعليه أن ينتهي.

المسألة التي أود ملاحظتها هنا هي مشروع قانون قدم إلى الكنيست ( من ليبرمان وجماعته ) تتضمن تشريع ممارسات عنصرية ، في تعبير واضح عن كره الصهاينة للعالم أجمع ليس الفلسطينيون فقط بل العالم أجمع ، حيث يقضي هذا القانون في حال إقراره في الكنيست ، أنه على كل شخص من سكان إسرائيل القسم على الاحترام أو الخضوع للدولة ( اليهودية ) ( الصهيونية ) على ما يحمل هذا التفكير من نزعة تحقيرية للعالم أجمع بالإضافة إلى ما هو أعلى بكثير من الشوفينية ، فحتى النازية لم تطلب هذا الطلب من أحد ، ولم يفكر أحد من واضعي الدساتير أو المفاهيم الدستورية على الوصول إلى هكذا صيغة لأنها ببساطة تتعاكس مع المنطق الدستوري .

أما الدولة ( اليهودية ) فأننا نتكلم هنا عن أسباط أو سلالات أتقياء الدم هذه الفقرة بالذات كانت المحور الإيديولوجي للحرب العالمية الثانية مع أني أشكك فيما إذا كانت النازية قد وصلت إلى جزء من عشرة بالمئة مما وصلت إليه ( اليهودية ).

أما ( الصهيونية ) وهي المشروع القومي لليهودية ولا شيء غيرها فأن إجبار أي أحد على الخضوع لها فهي من خارج العقل وتتميز بفانتازيا متطرفة من الكراهية ، حيث على القتيل أن يوقع صك براءة للقاتل قبل موته !!!

لا أريد هنا أن الفت نظر العالم لهذا التناقض الهائل ، كما لا أريد أن الفت نظر المجتمعات العربية كي ( يعوا ) مخاطر هذه ( المؤامرة ) ، فالاحتلال لن يستمر ولن يكمل مسيرته تحت أي ظرف لأن الناس في هذه البقعة من الأرض لن تقبل بإسرائيل لأي سبب كان ، ما أريد قوله أن ليبرمان وتفكيره هو نسخة عن تفكير كل إسرائيل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين .. ومن المفيد أن نكون واقفين أمام حقيقة، ربما فقط كي نقلل من أوهامنا ؟؟؟؟