بناءً على تعليمات من حكومتي، أنقل إلى عنايتكم ما يلي:

في إطار سياستها القائمة على ممارسة إرهاب الدولة وتقديم الدعم المستمر للمجموعات الإرهابية المسلحة، وإمعانا منها في انتهاك قرار مجلس الأمن 350 (1974) المتعلق بفصل القوات، وقرارات مجلس الأمن والصكوك الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب، أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فجر يوم الاثنين الـموافق 9 نيسان/أبريل 2018، على الاعتداء مجددا على أراضي الجمهورية العربية السورية عبر قيام طائرات إف 15 إسرائيلية بإطلاق صواريخ من الأجواء اللبنانية على مطار التيفور في محافظة حمص، حيث تمكنت وسائط الدفاع الجوي السوري من إسقاط بعض هذه الصواريخ. وقد نجم عن هذا الاعتداء استشهاد وجرح عدد من المواطنين السوريين.

يشكل هذا الاعتداء الإسرائيلي ردا غير مباشر على نجاح الجيش العربي السوري في طرد المجموعات الإرهابية المسلحة من ضواحي مدينة دمشق وريفها ومناطق سورية أخرى، بعد أن أمعنت هذه المجموعات في قتل أبناء الشعب السوري واختطاف المدنيين واحتجازهم كدروع بشرية وأمطرت دمشق وحدها بما يزيد على ثلاثة آلاف قذيفة خلال ثلاثة أشهر فقط تسببت باستشهاد 155 مواطنا وجرح 865 من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.

إن استمرار ”إسرائيل“ في نهجها العدواني الخطير ما كان ليتم لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدمه لها الإدارة الأمريكية، والحصانة التي توفرها لها من المساءلة، والتي تمكنها من الاستمرار في ممارسة إرهاب الدولة وتهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم. وإن اعتداءها هذا ما كان ليحدث لولا الضوء الأخضر الأمريكي المبني على فبركات ومسرحيات عملائها التي لم تعد تنطلي على أحد.

تعيد الجمهورية العربية السورية تحذير ”إسرائيل“ من التداعيات الخطيرة لاعتداءاتها عليها ودعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية المسلحة واستمرار احتلالها للأراضي العربية، بما فيها الجولان السوري المحتل، وتحملها كامل المسؤولية عنها. وتؤكد الجمهورية العربية السورية بأن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليها لم ولن تنجح في حماية شركاء ”إسرائيل“ وعملائها من التنظيمات الإرهابية، كما لم ولن تفلح في إشغال الجيش العربي السوري عن مواصلة الإنجازات التي يحققها في مكافحة الإرهاب.

كما تؤكد الجمهورية العربية السورية أنها لن تتوانى عن ممارسة حقها في الدفاع عن أرضها وشعبها وسيادتها بكل الطرق التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي.

تطالب الجمهورية العربية السورية مجددا مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وإدانة هذه الاعتداءات الإسرائيلية السافرة ومساءلتها عنها واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات.

آمل إصدار هذه الرسالة كوثيقة من وثائق مجلس الأمن.