بناءً على تعليماتٍ من حكومتي، أنقل إلى عنايتكم ما يلي:

أقدمت سلطات العدو الإسرائيلي، في الساعة 23:10 من مساء يوم الأربعاء 6 كانون الثاني/ يناير 2021، على الاعتداء مجدداً على أراضي الجمهورية العربية السورية في انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن 350 (1974) المتعلق باتفاق فصل القوات بين الجانبين، وذلك عبر إطلاقها رشقات متتالية من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل على المنطقة الجنوبية.

وإن إمعان سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة إرهاب الدولة الذي ازدادت وتيرته في الآونة الأخيرة، ولا سيما بعد فشل اعتداءاتها وتآمرها على سورية ووصولها لدرجة إعلانها بكل وقاحة في بياناتها الأمنية عن العام الماضي أن جيشها نفذ 50 غارة على أهداف في عمق الأراضي السورية ومع تزامن تلك الاعتداءات الإسرائيلية مع الجرائم التي اقترفتها مؤخراً المجموعات الإرهابية المسلحة على وسائل النقل المدنية في البادية السورية والتي أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين السوريين، يبرهن مرة أخرى وبما لا يدع مجالاً للشك على التنسيق التام بين الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب التكفيري لتحقيق أهدافهما المشتركة بإطالة أمد الأزمة في سورية عبر دعم المجموعات الإرهابية المسلحة شريكة ”إسرائيل“ في الإرهاب من جهة، ولإعاقة الجيش العربي السوري وحلفائه عن هزيمة تنظيمي ”داعش“ و ”جبهة النصرة“ وباقي المجموعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما بمختلف مسمياتها من جهة أخرى.

وتؤكد الجمهورية العربية السورية مرة أخرى أن استمرار ”إسرائيل“ في نهجها العدواني الخطير يبرهن على وجود تنسيق مسبق بين المحتلين الثلاثة، الإسرائيلي والتركي والأمريكي، الذين يحتلون أجزاء عزيزة من الأرض السورية، ولا سيما في ضوء الغطاء والدعم اللامحدود من الإدارة الأمريكية، والحصانة من المساءلة التي توفرها لها مع دول أخرى في مجلس الأمن.

كما تؤكد سورية مرة أخرى أن استمرار هذه الاعتداءات الممنهجة، التي باتت الآن وأكثر من أي وقت مضى تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، مرفوض، ولن يشكل أمراً واقعاً يمكن قبوله. وتؤكد سورية على أن كافة الاعتداءات الإسرائيلية لن تفلح في ترهيب الشعب السوري بل زادته إصراراً على التمسك بحتمية انتصاره على الإرهاب واستعادة الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967.

وتطالب الجمهورية العربية السورية مجلس الأمن مجدداً أن يتحمل مسؤولياته في إطار ميثاق الأمم المتحدة، وأهمها صون السلم والأمن الدوليين، وأن تشكل بداية عام 2021 فرصة أخرى لاتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات الإرهابية الإسرائيلية وأن يلزم ”إسرائيل“ باحترام قراراته المتعلقة باتفاق فصل القوات ومساءلتها عن إرهابها وجرائمها التي ترتكبها بحق الشعب السوري والتي تشكل جميعها انتهاكات صارخة لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن 242 (1967) و 338 (1973) و 350 (1974) و 497 (1981) وكل القرارات والصكوك الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.

وآمل إصدار هذه الرسالة كوثيقة من وثائق مجلس الأمن.