شكرا جزيلا السيد الرئيس والسيد الأمين العام والممثلين والسفراء وقادة الدول المحترمين. مر سبعون عقدًا من الزمن على هذه القاعة بكل ثرائها وأحداثها.

ومن حيث أقف الآن، سمع العالم تصريحات الرؤساء ورؤساء الوزراء في ذروة الحرب الباردة من على هذا المنبر. شهدنا في هذا المحفل على تأسيس أمم ورأينا قادة ثورات، ورأينا قديسين ألهمونا التحلي بالأمل، ومتمردين أثاروا فينا الحماس، وأبطالا شحنونا بالشجاعة. قصدوا جميعهم هذا المحفل لتبادل الخطط والمقترحات والرؤى والأفكار على أكبر منصة في العالم.

حقبتنا مليئة بمنافسات كبرى ومخاطر عالية وخيارات واضحة شبيهة بالتي واجهناها في السابق. باتت الفجوة الأساسية في مختلف أنحاء العالم وعلى مر التاريخ واضحة وضوح الشمس مرة أخرى. إنها الفجوة بين من يقعون ضحية تعطشهم للسيطرة فيخالون أن قدرهم الحكم على الآخرين وبين الشعوب والأمم التي تريد حكم نفسها بنفسها ليس إلا.

يشرفني كثيرا أن أتحدث إليكم اليوم بصفتي الزعيم المنتخب لدولة تقدر الحرية والاستقلال والحكم الذاتي أكثر من أي شيء آخر. أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 2,5 تريليون دولار منذ انتخابي لإعادة بناء جيشنا الكبير بالكامل، وهي أيضًا أقوى دولة في العالم بفارق كبير. ونأمل ألا تضطر يومًا إلى استخدام هذه القوة.

يعلم الأميركيون أنه ينبغي لدولتنا أن تكون قوية في عالم يعتبره الآخرون مجالا للفتح والسيطرة. يجب أن تكون أمتنا قوية من حيث الثروة والقوة والروح، ولهذا تدافع الولايات المتحدة بقوة عن التقاليد والعادات التي جعلتنا ما نحن عليه.

مثل بلدي الحبيب، لكل أمة ممثلة في هذه القاعة تاريخ وثقافة وتراث عزيز تستحق الدفاع عنها والاحتفال بها، وهي ما تمنحنا إمكاناتنا وقوتنا الفردية. يجب أن يحتضن العالم الحر مؤسساته الوطنية وألا يحاول محوها أو استبدالها.

عند النظر من حولنا إلى هذا الكوكب الكبير والرائع، نرى الحقيقة واضحة وضوح الشمس. إذا كنت تريد الحرية، افتخر ببلدك. إذا كنت تريد الديمقراطية، تمسك بسيادتك. وإذا كنت تريد السلام، أحب أمتك. يعطي القادة الحكماء دائما الأولوية لمصلحة شعبهم وبلدهم.

إن المستقبل ليس ملكًا لمناصري العولمة، المستقبل ملك للوطنيين. ينتمي المستقبل إلى الدول المستقلة ذات السيادة التي تحمي مواطنيها وتحترم جيرانها وتثمن الاختلافات التي تجعل كل بلد مميزا وفريدا.

لهذا انطلقت الولايات المتحدة في برنامج رائع للتجديد الوطني. نركز في كل ما نقوم به على تعزيز أحلام مواطنينا وتطلعاتهم. وانخفض معدل البطالة المحلي إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من نصف قرن بفضل سياساتنا الاقتصادية المؤيدة للنمو.

فرص العمل أصبحت تُتاح بمعدل تاريخي بسبب التخفيضات الضريبية الضخمة وتيسير القوانين. وقد تمت إضافة ستة ملايين أميركي إلى قوائم التوظيف في أقل من ثلاث سنوات. وانخفضت معدلات البطالة بين الأميركيين من أصل أفريقي ولاتيني وآسيوي إلى أدنى معدلاتها على الإطلاق في الشهر الماضي.

نحن ننظم ما لدينا من طاقة غزيرة في الولايات المتحدة وأصبح بلدنا المنتج الأول للنفط والغاز الطبيعي في العالم. الأجور ترتفع والدخول تتجه إلى مستويات أعلى بكثير. وقد تم انتشال 2,5 مليون أميركي من الفقر في أقل من ثلاث سنوات.

وفيما نعيد بناء قوة الجيش الأميركي التي لا مثيل لها، نعيد إحياء تحالفاتنا بتوضيحنا لكل شركائنا أنه من المتوقع منهم أن يدفعوا حصتهم العادلة من عبء الدفاع الهائل الذي تحملته الولايات المتحدة في الماضي. وثمة حملة طموحة لإصلاح التجارة الدولية في صميم رؤيتنا للتجديد الوطني.

فلعقود طويلة، قامت الدول التي تتصرف بسوء نية باستغلال النظام التجاري الدولي بسهولة. تمت الاستعانة بمصادر خارجية لتوظيفها، فنمت حفنة من الأثرياء على حساب الطبقة الوسطى. تمثلت النتيجة في الولايات المتحدة بخسارة 4,2 مليون وظيفة في مجال الصناعات التحويلية وبعجز تجاري بقيمة 15 تريليون دولار في الربع الأخير من القرن. تتخذ الولايات المتحدة اليوم إجراءً حاسمًا لإنهاء هذا الظلم الاقتصادي الخطير، وهدفنا بسيط. نريد تجارة متوازنة عادلة ومتبادلة في آن معًا.

لقد عملنا عن كثب مع شركائنا في المكسيك وكندا لاستبدال اتفاقية منطقة التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) باتفاق جديد بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

وأنضم غدًا إلى رئيس الوزراء الياباني آبي لمواصلة تقدمنا ​​في وضع اللمسات الأخيرة على صفقة تجارية جديدة رائعة.

وفيما تستعد المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، أوضحت أننا على استعداد لاستكمال اتفاقية تجارية جديدة استثنائية معها ستحقق فوائد هائلة لكلا البلدين. ونحن نعمل عن كثب مع رئيس الوزراء بوريس جونسون على صفقة تجارية جديدة رائعة.

يتمثل الاختلاف الأكثر أهمية في النهج الأميركي الجديد في مجال التجارة بعلاقتنا مع الصين. تم قبول الصين عضوًا في منظمة التجارة العالمية في العام 2001. وقال قادتنا آنذاك إن هذا القرار سيجبر الصين على تحرير اقتصادها وتعزيز حماياتها لتوفير أمور لم تكن مقبولة لدينا وللملكية الخاصة ولحكم القانون. وبعد عقدين من الزمن واختبار هذه النظرية، ثبت أنها خاطئة بالكامل.

لم ترفض الصين تبني الإصلاحات الموعودة فحسب، إنما تبنت أيضًا نموذجًا اقتصاديًا يعتمد على مناطق السوق الضخمة والدعم الحكومي الثقيل والتلاعب بالعملات وإغراق الأسواق بالمنتجات ونقل التكنولوجيا القسري وسرقة الملكية الفكرية وتبادل الأسرار على نطاق هائل.

سأكتفي بسرد مثال واحد على ذلك. قابلت في البيت الأبيض مؤخرًا الرئيس التنفيذي لشركة أميركية رائعة وهي شركة “مايكرون تكنولوجي” (Micron Technology). تنتج هذه الشركة رقائق الذاكرة المستخدمة في عدد لا يحصى من الأجهزة الإلكترونية. وقد ذكر لي أن شركة مملوكة للدولة الصينية قد سرقت تصاميم شركته بغرض الدفع قدمًا بخطة الحكومة الصينية الاقتصادية ومدتها خمس سنوات. وهذه التصاميم تقدر قيمتها بما يصل إلى 8,7 مليار دولار. وخلال وقت قصير حصلت الشركة الصينية على براءات اختراع لمنتج متطابق تقريبا مع منتجات شركة “مايكرون” بينما تم منع شركة مايكرون من بيع منتجاتها الخاصة في الصين. ولكننا نسعى إلى تحقيق العدالة.

لقد خسرت الولايات المتحدة 60 ألف مصنع بعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية. وهذا ما يحصل لبلدان أخرى في مختلف أنحاء العالم.

إن منظمة التجارة العالمية تحتاج إلى تغيير جذري. لا ينبغي السماح لثاني أكبر اقتصاد في العالم بالإعلان عن نفسه كدولة نامية للتلاعب بالنظام على حساب الآخرين.

ولسنوات عديدة، تم التغاضي عن هذه الانتهاكات أو تجاهلها أو حتى تشجيعها. سيطرت العولمة على القادة وجعلتهم يتجاهلون مصالحهم الوطنية. ولكن تلك الأيام ولّت بالنسبة إلى الولايات المتحدة. لقد فرضت تعريفة جمركية ضخمة على بضائع صينية الصنع تفوق قيمتها 500 مليار دولار، وذلك لمواجهة هذه الممارسات غير العادلة. ونتيجة لهذه التعريفة، تعود سلاسل التوريد إلى الولايات المتحدة وإلى دول أخرى من جديد وتدفع مليارات الدولارات لخزينتنا.

إن الشعب الأميركي ملتزم تمامًا بإعادة التوازن إلى علاقتنا مع الصين ونأمل أن نتوصل إلى اتفاق يفيد البلدين. ولكنني أوضحت أننا لن نقبل بصفقة سيئة للشعب الأميركي.

وفيما نسعى لتحقيق الاستقرار في علاقتنا، نراقب أيضًا الوضع في هونغ كونغ عن كثب. يتوقع العالم من الحكومة الصينية احترام معاهدتها الملزمة المبرمة مع البريطانيين والمسجلة لدى الأمم المتحدة والتي تلتزم فيها بحماية حرية هونغ كونغ ونظامها القانوني وأساليب حياتها الديمقراطية. ستشير الطريقة التي تختار الصين التعامل بها مع هذا الموقف إلى دورها في العالم في المستقبل بشكل كبير. نعوّل جميعنا على الرئيس شي كقائد عظيم.

إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع مع أي دولة أخرى. إننا نود السلام والتعاون والمنفعة المتبادلة مع الجميع، ولكنني لن أتردّد أبدا في الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة.

يتمثل أحد أكبر التهديدات الأمنية التي تواجه الدول المحبة للسلام اليوم بالنظام القمعي في إيران. نعرف جميعنا سجل الموت والدمار الخاص بهذا النظام. ليست إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم فحسب، إنما يؤجج قادتها أيضًا الحروب المأساوية في كل من سوريا واليمن.

وفي الوقت عينه، يهدر النظام ثروة الأمة ومستقبلها ضمن سعيه المتعصب للحصول على أسلحة نووية ووسائل إطلاقها. يجب ألا نسمح يومًا بحدوث ذلك.

وفي سبيل القضاء على توجه إيران نحو امتلاك الأسلحة والصواريخ النووية، قمت بسحب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية الرهيبة التي لم يكن متبقيًا لها سوى القليل من الوقت. ولم تسمح إيران بتفتيش المواقع المهمة ولا كشفت عن صواريخها الباليستية.

قمنا بعد انسحابنا بفرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، فصعّد النظام عدوانه العنيف وغير المبرر أملا في التحرر من العقوبات. ولقد فرضنا مؤخرًا أعلى مستويات العقوبات على البنك المركزي الإيراني وصندوق الثروة السيادية ردًا على هجوم إيران الأخير على منشآت النفط في المملكة العربية السعودية.

لكافة الدول واجب التحرك، إذ يجب ألا تدعم أي حكومة مسؤولة شهوة سفك الدماء لدى إيران. لن يتم رفع العقوبات طالما استمر سلوك إيران المهدّد، بل سيتم تشديدها. سيحوّل قادة إيران بلادهم من دولة فخورة إلى مجرّد تحذير آخر لما يحدث عندما تتخلى الطبقة الحاكمة عن شعبها وتشرع في حملة فتاكة من أجل السلطة الشخصية والثروات.

استمع العالم طيلة 40 عامًا إلى حكام إيران وهم يلقون اللوم على أي شخص آخر للمشاكل التي خلقوها وحدهم. يرددون هتافات “الموت لأميركا” بشكل مماثل للطقوس ويتبادلون شعارات معاداة السامية بصورة رهيبة.

أعلن القائد الأعلى في إيران العام الماضي أن إسرائيل ورم سرطاني خبيث يجب إزالته والقضاء عليه: هذا ممكن وسيحدث بالفعل. لن تتسامح الولايات المتحدة أبدًا مع مثل هذه الكراهية المعادية للسامية.

لطالما استخدم المتعصّبون كراهية إسرائيل لصرف الانتباه عن إخفاقاتهم. ولكن لحسن الحظ، تعترف دول الشرق الأوسط الكبير بشكل متزايد بأن لدول المنطقة مصلحة مشتركة في محاربة التطرف وإطلاق العنان للفرص الاقتصادية. هذا ما يجعل من المهم بمكان إقامة علاقات كاملة وطبيعية بين إسرائيل وجيرانها. وحدها العلاقة المبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والتسامح الديني قادرة على أن تشكل مستقبلا أفضل.

يستحق المواطنون الإيرانيون حكومة تهتم بالحد من الفقر وإنهاء الفساد وزيادة فرص العمل وعدم سرقة أموالهم لتمويل المذابح في الخارج والداخل.

حان الوقت ليمضي قادة إيران قدمًا ويكفوا عن تهديد الدول الأخرى والتركيز على بناء بلدهم بعد أربعة عقود من الفشل. لقد حان الوقت ليعطي قادة إيران الأولوية للشعب الإيراني.

إن الولايات المتحدة مستعدة للصداقة مع كل من يسعى للسلام والاحترام بالفعل. كان العديد من أصدقاء الولايات المتحدة المقربين اليوم أعظم أعدائنا. لم تؤمن الولايات المتحدة أبدًا بمفهوم الأعداء الدائمين. نحن نريد شركاء وليس خصوما. تعلم الولايات المتحدة أن أي شخص قادر على التسبب بالحرب ولكن الأكثر شجاعة يستطيع أن يختار السلام.

وهذا ما دعانا إلى اعتماد الدبلوماسية في شبه الجزيرة الكورية. قلت لكيم جونغ أون رأيي بكل صراحة، وهو أن لبلاده إمكانيات هائلة وغير مستغلة تمامًا مثل إيران، ولكن ينبغي عليها التخلص من الأسلحة النووية لتحقيقها. رسالتنا واضحة في مختلف أنحاء العالم وهدف الولايات المتحدة دائم. هدفنا هو الوئام وعدم الخوض في حروب لا تنتهي. حروب لا تنتهي يوما. تسعى إدارتي أيضًا إلى تحقيق الأمل بمستقبل أكثر إشراقا في أفغانستان مع أخذ هذا الهدف بعين الاعتبار. ولكن اختارت طالبان مواصلة هجماتها الوحشية لسوء الحظ. سنواصل العمل مع تحالفنا من الشركاء الأفغان للقضاء على الإرهاب ولن نتوقف عن العمل حتى يصبح السلام حقيقة واقعة.

ننضم إلى شركائنا هنا في نصف الكرة الغربي لضمان الاستقرار والفرص في مختلف أنحاء المنطقة، ويتمثل أحد أكثر تحدياتنا خطورة ضمن هذه المهمة بالهجرة غير الشرعية التي تقوّض الرخاء وتمزق المجتمعات وتمكّن العصابات الإجرامية القاسية.

إن الهجرة الجماعية غير الشرعية غير عادلة وغير آمنة وغير مستدامة بالنسبة إلى كافة الأطراف المعنية.

يتم استنفاد البلدان التي يتركها المهاجرون وتصبح مستنفدة بسرعة كبيرة ولا يتم الاعتناء بشبابها ويضيع رأسمالها البشري سدى.

وتصبح البلدان التي تستقبلهم مثقلة بأعداد أكبر من المهاجرين تفوق ما تستطيع استيعابه بشكل مسؤول ويتم استغلال المهاجرين أنفسهم والاعتداء عليهم وإساءة معاملتهم من قبل الذئاب الضارية.

يتعرّض ما يقرب من ثلث النساء اللواتي يقمن بالرحلة شمالا نحو حدودنا للاعتداء الجنسي في خلالها. ومع ذلك، ثمة صناعة سرية متنامية في الولايات المتحدة وحول العالم تضم ناشطين متطرفين ومنظمات غير حكومية تشجع على تهريب البشر. تشجع هذه الجماعات على الهجرة غير الشرعية وتطالب بإلغاء الحدود الوطنية.

أحمل اليوم رسالة لأولئك الناشطين في مجال الحدود المفتوحة والذين يتخفون خلف خطاب العدالة الاجتماعية. ليست سياساتكم عادلة، بل قاسية وشريرة. أنتم تمكنون منظمات إجرامية تستغل الرجال والنساء والأطفال الأبرياء. تعطون الأولوية لشعوركم الزائف بالفضيلة على حساب الأرواح وسلامة الأبرياء الذين لا يعدون ولا يحصون. أنتم تقوّضون حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية عندما تقوّضون أمن الحدود.

تواجه العديد من البلدان الحاضرة هنا اليوم تحديات الهجرة غير المنضبطة. لكل دولة منكم الحق المطلق في حماية حدودها، ولدولتنا الحق في ذلك أيضًا بالطبع. يجب علينا أن نعقد العزم اليوم على العمل معًا لوضع حد لتهريب البشر وإنهاء الإتجار بالبشر والقضاء على عمل هذه الشبكات الإجرامية بشكل نهائي.

بالنسبة إلى الولايات المتحدة، يمكنني أن أقول بصراحة إننا نعمل عن كثب مع أصدقائنا في المنطقة، بما في ذلك المكسيك وكندا وغواتيمالا وهندوراس وإلسلفادور وبنما، من أجل دعم سلامة الحدود وضمان السلامة والازدهار لشعوبنا. أود أن أشكر الرئيس المكسيكي لوبيس أوبرادور على تعاونه الكبير معنا ونشره 27 ألف جندي على حدودنا الجنوبية الآن. تظهر لنا المكسيك احترامًا كبيرًا وأنا أحترمهم في المقابل.

لقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات غير مسبوقة لوقف تدفق الهجرة غير الشرعية. نرجو من أي شخص ينوي عبور حدودنا بطريقة غير قانونية الاستماع إلى هذه العبارات. لا تدفع المال للمهربين. لا تدفع للذئاب. لا تعرّض نفسك للخطر. لا تعرّض أطفالك للخطر إذ لن يسمح لك بالدخول إذا قمت بذلك. ستتم إعادتك إلى ديارك على الفور. لن يتم إطلاق سراحك في بلدنا. سنطبق قوانيننا ونحمي حدودنا ما دمت رئيسًا للولايات المتحدة.

نحن نهدف إلى مساعدة الناس على الاستثمار في مستقبل مشرق لأمتهم في كافة بلدان نصف الكرة الغربي. منطقتنا مليئة بوعد مذهل وأحلام تنتظر تحقيقها ومصائر وطنية للجميع تنتظر أيضًا أن يتم تحقيقها. في مختلف أنحاء نصف الكرة الغربي ملايين من الشباب الذين يعملون بجد ويتطلعون إلى البناء والابتكار والإنجاز. ولكن لا تستطيع هذه الدول تحقيق إمكاناتها إذا هجر جيل من الشباب منازلهم بحثًا عن حياة في مكان آخر.

نريد أن تزدهر كافة دول منطقتنا وأن تنعم شعوبها بالرخاء بحرية وسلام. نحن ملتزمون أيضًا ضمن هذه المهمة بدعم من يعيشون في نصف الكرة الغربي تحت وطأة الاضطهاد الوحشي، كما الحال مع مواطني كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا.

يشير تقرير حديث صادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن النساء يقفن في فنزويلا في الصف لمدة 10 ساعات في اليوم بانتظار الطعام. لقد تم اعتقال أكثر من 15 ألف شخص كسجناء سياسيين وتقوم فرق الموت الحديثة بالآلاف من عمليات القتل خارج نطاق القضاء.

إن الديكتاتور مادورو هو دمية كوبية ويحميه حراس شخصيون كوبيون. يختبئ من شعبه بينما تنهب كوبا ثروة بلاده النفطية للحفاظ على حكمها الشيوعي الفاسد. قامت الولايات المتحدة وشركاؤنا ببناء تحالف تاريخي يضم 55 دولة تعترف بالحكومة الشرعية لفنزويلا منذ آخر مرة تحدثت فيها في هذه القاعة.

أتوجه إلى الفنزويليين المحاصرين في هذا الكابوس: اعرفوا أن الولايات المتحدة تدعمكم برمتها. لدى الولايات المتحدة كميات هائلة من المساعدات الإنسانية الجاهزة وتنتظر تسليمها. نحن نراقب الوضع في فنزويلا عن كثب وننتظر اليوم الذي ستستعيد فيه الديمقراطية والحرية واليوم الذي ستنتشر فيه الحرية في مختلف أنحاء هذا النصف من الكرة الأرضية.

إن شبح الاشتراكية هو أحد أخطر التحديات التي تواجه بلادنا. إنه محطم الأمم ومدمر المجتمعات. تذكرنا الأحداث في فنزويلا بأنه لا صلة بين الاشتراكية والشيوعية والعدالة. لا يتمحور هذان النظامان حول المساواة ولا حول تمكين الفقراء وليسا بالتأكيد في صالح الأمم. الاشتراكية والشيوعية يتفقان في شيء واحد: قوة الطبقة الحاكمة.

أكرّر اليوم للعالم رسالة وجّهتها في الولايات المتحدة. لن تصبح الولايات المتحدة يومًا دولة اشتراكية.

تسببت الاشتراكية والشيوعية بمقتل 100 مليون شخص في القرن الماضي. وللأسف، يستمر عدد القتلى بالتزايد كما نرى في فنزويلا. تمكنت هذه الأيديولوجيات الشمولية مع التكنولوجيا الحديثة من ممارسة أشكال جديدة ومثيرة للقلق من القمع والهيمنة.

لهذا تتخذ الولايات المتحدة خطوات لفحص التكنولوجيا والاستثمارات الأجنبية بشكل أفضل وحماية بياناتنا وأمننا. ونحن نحث كافة الدول الحاضرة هنا على أن تحذو حذونا.

يجب صون الحرية والديمقراطية وحمايتهما باستمرار، سواء في الخارج أو الداخل. يجب أن نشكك دائما في من يريدون الامتثال والسيطرة. نرى علامات تنذر بالخطر وتحديات جديدة تواجه الحرية حتى في الدول الحرة.

يكتسب عدد صغير من منصات التواصل الاجتماعي قوة هائلة حول ما يمكننا رؤيته وما يسمح لنا بقوله.

إن الطبقة السياسية الدائمة مترفّعة ورافضة وتتحدى إرادة الشعب بشكل صريح. وتعمل البيروقراطية المجهولة الهوية بشكل سري وتضعف الحكم الديمقراطي. وتدفع المؤسسات الإعلامية والأكاديمية بهجماتها ضد تاريخنا وتقاليدنا وقيمنا.

في الولايات المتحدة، أوضحت حكومتي لشركات التواصل الاجتماعي أننا نؤيد حق حرية التعبير. لا يمكن للمجتمع الحر أن يسمح لعمالقة وسائل التواصل الاجتماعي بإسكات أصوات الناس ويجب ألا يتم تجنيد أي شعب حر لإسكات جيرانه أو إكراههم أو إلغائهم أو إدراجهم على القائمة السوداء.

وفيما ندافع عن القيم الأميركية، نؤكد على حق كافة الناس في العيش بكرامة. لهذا تعمل حكومتي مع دول أخرى لوقف تجريم الشذوذ الجنسي ونحن نتضامن مع المثليين الذين يعيشون في بلدان تعاقب الأفراد أو تسجنهم أو تعدمهم بناء على ميولهم الجنسية.

إننا ندافع عن دور المرأة في مجتمعاتنا، والدول التي تمكن المرأة هي الأكثر ثراء وأمانًا واستقرارًا من الناحية السياسية. لذلك من الضروري متابعة التنمية الاقتصادية للمرأة، ليس لتحقيق ازدهار الأمة فحسب، ولكن أمنها القومي أيضًا. وقد استرشدت إدارتي بهذه المبادئ وأطلقت مبادرة المرأة العالمية للتنمية والازدهار.

واسترشادًا بتلك المبادئ، أطلقت حكومتي المبادرة العالمية لتنمية وازدهار المرأة، وهي أول منهاج على مستوى الحكومة كلها من أجل تمكين المرأة اقتصاديًا لضمان حصول النساء في مختلف أنحاء العالم على الحق القانوني في التملك والوراثة والعمل في الصناعات التي يعمل فيها الرجال والسفر بحرية والوصول إلى القروض والمؤسسات.

سررت البارحة باستضافة القادة لمناقشة موضوع التزام أميركي صلب بحماية الزعماء الدينيين والحرية الدينية أيضًا. يتعرض هذا الحق الأساسي لتهديد متزايد في مختلف أنحاء العالم. يصعب أن نصدق أن 80% من سكان العالم يعيشون في بلدان تتعرض فيها الحرية الدينية لخطر كبير أو تكون محظورة فيها بالكامل.

لن يكل الأميركيون في جهودنا للدفاع عن حرية العبادة والدين وتعزيزها. نحن نريد الحرية الدينية للجميع وندعم ذلك. لن يكل الأميركيون أبدا في دفاعهم عن الأرواح البريئة. نحن ندرك أن العديد من مشاريع الأمم المتحدة قد حاولت تأكيد حق عالمي في الإجهاض المموّل من دافعي الضرائب عند الطلب حتى لحظة الولادة.

لا يحق للبيروقراطيين العالميين أن يهاجموا أبدًا سيادة الدول التي ترغب في حماية حياة الأبرياء. نحن في الولايات المتحدة نعتبر أن أي طفل، سواء ولد أم لم يولد بعد، هو هدية مقدسة من الله، تمامًا مثل العديد من الدول الحاضرة هنا اليوم.

لن تسمح الولايات المتحدة للجهات الفاعلة الدولية أن تسحق حقوق مواطنينا تحت أي ظرف، بما في ذلك حق الدفاع عن النفس. لذلك أعلن هذا العام أننا لن نصادق على معاهدة تجارة الأسلحة في الأمم المتحدة، إذ أنها ستهدد حريات المواطنين الأميركيين الملتزمين بالقانون. ستتمسك الولايات المتحدة دائمًا بحقنا الدستوري في الاحتفاظ بالأسلحة وحملها. سندعم التعديل الثاني دائما.

لقد تم إدراج الحقوق الأساسية والقيم التي تدافع عنها الولايات المتحدة اليوم في الوثائق التأسيسية للبلاد. لقد عرف مؤسسو أمتنا أنه سيكون ثمة من يعتقدون أنهم يتمتعون بحق الحصول على سلطة حقيقية والسيطرة على الآخرين.

يتخفى الاستبداد خلف وجوه عدة ونظريات مختلفة، ولكن تتمحور الأمور دائما حول الرغبة في الهيمنة. لا يحمي الاستبداد مصالح الأكثرية بل امتياز الأقلية.

منحنا مؤسسونا نظامًا مصممًا لكبح هذا الدافع الخطير واختاروا منح القوة الأميركية لأكثر المستثمرين في مصير أمتنا، ألا وهم الشعب الفخور والمستقل بشدة.

لا يمكن تحقيق خير الأمة الحقيقي إلا على يد من يحبونها: المواطنون المتجذرون في تاريخها والذين يتغذون بثقافتها ويلتزمون بقيمها ويرتبطون بشعبها ويعرفون أن المستقبل هو ملك لهم فيبنوه أو يخسروه.

لا يمكن الحفاظ على الحرية ولا ضمان السيادة ولا تحقيق استدامة الديمقراطية والعظمة إلا بإرادة الوطنيين وتفانيهم. نجد في قلوبهم قوة مقاومة الاضطهاد والإلهام لصياغة الإرث وحسن النية للسعي إلى الصداقة والشجاعة لتحقيق السلام. يجعل حبنا لأمتنا العالم أفضل لكافة الدول.

لذا فإنني أدعو كافة القادة الحاضرين هنا اليوم إلى الانضمام إلينا في المهمة الأكثر إرضاء على الإطلاق لأي شخص، والمساهمة الأكثر عمقًا التي يمكن لأي شخص أن يقدمها. ارفعوا أممكم واعتزوا بثقافتكم وكرموا تاريخكم وقدّروا مواطنيكم. اجعلوا بلدانكم قوية ومزدهرة وعادلة. احترموا كرامة شعوبكم فيصبح أي شيء ممكن التحقيق.

عندما تصبح دولنا أكثر عظمة، يكون المستقبل أكثر إشراقًا، ويكون الشعب أسعد، وتكون شراكاتنا أقوى. وبعون الله سنعمل معًا للتخلص من أعداء الحرية والتغلب على مضطهدي الكرامة. سنحدّد مستويات جديدة للمعيشة ونصل إلى مستويات جديدة من الإنجاز البشري. سنعيد اكتشاف كافة الحقائق ونكشف عن كافة الألغاز ونحقق اختراقات جديدة مثيرة. وسنقيم صداقة أكثر جمالا وتناغمًا بين الأمم.

زملائي القادة، يبدأ الطريق إلى السلام والتقدم والحرية والعدالة وعالم أفضل للبشرية جمعاء من الوطن. شكرا. حماكم الله. بارك الله أمم العالم والولايات المتحدة. شكرًا جزيلا لكم.