نشرت صحيفة "هآرتس" امس مقالاً كتبه ألوف بن عرض فيه لتطور العلاقات الخارجية الاسرائيلية مع دول آسيا منذ انعقاد مؤتمر مدريد عام 1991، لمناسبة اعلان باكستان اقتراب موعد اقامة علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل. جاء في المقال: "في المراحل الاولى لعملية السلام بعد انعقاد مؤتمر مدريد في تشرين الثاني عام 1991 نصت المعادلة على انه في حال انهت اسرائيل تدريجياً احتلالها للمناطق فستحصل في المقابل على اعتراف ديبلوماسي وفرص اقتصادية من دول الطوق الخارجي. كانت النظرية انه في مقابل المناطق تحصل اسرائيل على التطبيع في موقعها الدولي، مما سيشجعها على مواصلة العملية السلمية، كما استغلت اسرائيل لمصلحتها صورتها كصاحبة نفوذ سحري لدى واشنطن.

خلال العقد الفاصل بين مؤتمر مدريد والانتفاضة رفعت اسرائيل درجة علاقاتها الخارجية واقامت علاقة وثيقة بآسيا واوروبا الشرقية وافريقيا التي كانت مغلقة في وجهها لسنوات عديدة. اما تركيا والهند اللتان حاولتا في الماضي البقاء على مسافة مع اسرائيل فتحولتا حليفتين استراتيجيتين، واهم الدول المستوردة لصناعتها العسكرية. وحتى المقاطعة العربية آخذة في التلاشي، ومن الممكن ان نرى في شوارع تل ابيب سيارات يابانية وكورية وفروعاً لماكدونالد.

فتح اتفاق اوسلو والسلام مع الاردن الابواب مع الدول العربية المعتدلة في الخليج وفي المغرب، حيث اقيمت علاقات رسمية، ان في مستوى مخفوض، مع المغرب وتونس وعمان وقطر، بما في ذلك تبادل للزيارات ولقاءات على مستويات رفيعة. ادت الانتفاضة الى تجميد هذه العلاقات. فالممثلية في عمان والمغرب وتونس اغلقت، ووحدها موريتانيا حافظت على علاقاتها الديبلوماسية الكاملة مع اسرائيل.

في قائمة دول الرفض بقيت الدول الاسلامية الكبرى من آسيا: باكستان وبنغلادش واندونيسيا وماليزيا التي كانت لنا معها كلها علاقات على مستويات مختلفة، والدول العربية التي بقيت خارج العملية، وعلى رأسها السعودية وبعض الدول الاسلامية في افريقيا.

بدت مبادرة فك الارتباط لرئيس الحكومة ارييل شارون فرصة جيدة لمعاودة المسعى لانشاء علاقات بالعالم العربي والاسلامي. وزير الخارجية سيلفان شالوم يطرح هذه القضية في كل لقاء مع نظرائه الاميركيين والاوروبيين. مساعد وزير الخارجية والمدير العام للوزارة رون فراوشاور ورئيس الطاقم في الوزارة ياكي دايان عملا في الاشهر الاخيرة من اجل احداث تحوّل في آسيا والمغرب والخليج. اذ زارا المغرب وسجلا تقدماً في دول الامارات المتحدة. اما في الكويت فالتقدم كان اقل. وحصلا على دعوة لوزير الخارجية الى مؤتمر تونس بعد شهرين. باكستان هي الدولة الاولى التي وافقت على مكافأة اسرائيل على انسحابها من غزة. الاسبوع المقبل من المنتظر ان يزور ملك الاردن القدس، وبعد اسبوعين سيلتقي شارون رؤساء من انحاء العالم العربي كافة ومن رفضوا لقاءه حتى اليوم، وهم سيحاولون ان يظهروا له ان هناك مقابلاً للانسحاب وسيستغل الصور المشتركة من اجل صراعه على البقاء في السلطة...".

مصادر
النهار (لبنان)