هل لاحظتم أن عباس زكي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، يظهر كل نصف ساعة على إحدى الفضائيات اللبنانية أو العربية ليعلن التبرؤ من منظمة فتح الإسلام، وليحث الجيش اللبناني على اقتحام مخيم نهر البارد، من أجل القضاء على ما يسميه عصابة من الأشرار لجأت إلى المخيم، واتخذت منه رهينة لمواجهة الجيش اللبناني الوطني؟ إن كثرة ظهور زكي على شاشات التلفزة هو مؤشر واضح على أن السلطة الفلسطينية الحالية لا تمانع في ممارسة كل عمليات الضغط والمساومة على أي فصيل يعارضها أو يرفض الاستجابة لمطالبها، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالسياسات الأميركية والصهيونية في المنطقة، والغريب أنه في الوقت الذي يكرر فيه عباس زكي التبرؤ من منظمة فتح الإسلام ويعلن بالفم الملآن بأنه لا علاقة لحركة فتح بهذه المنظمة، فقد أظهرت المعطيات التي تم الكشف عنها عن وجود مقاتلين من حركة فتح الأم، داخل مخيم نهر البارد، يدافعون عن فتح الانتفاضة، وبالتالي فإن زكي لم يجد تفسيرا لذلك سوى النفي، والقول إن هؤلاء لا علاقة لهم بحركة فتح الأم، فهل يعقل أن يحرض مسؤول بارز في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، ويفترض فيه أن يكون مدافعا عن الفلسطينيين وحقوقهم في كل مكان، جيش إحدى الدول على الدخول عنوة إلى أحد المخيمات الفلسطينية، من أجل تدميره، بحجة القبض أو القضاء على عصبة من المسلحين؟

إن عباس زكي قد تحول في هذه الأيام إلى نجم الفضائيات اللبنانية والعربية، ولا يكاد يمر برنامج أو تقرير إلا ويظهر زكي فيه، حتى بات الرجل يكرر أقواله، ويتوهم أشياء ومعطيات غير موجودة على أرض الواقع، فهل هذه هي الوطنية ومبدأ الالتزام بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني؟ وهل عادت الأمور في لبنان إلى ما كانت عليه قبل اتفاق القاهرة، أي إلى حرب المخيمات التي جرت في فترة الستينيات من القرن الماضي؟

مصادر
الوطن (قطر)