هل ان الوضع اللبناني يسير نحو الانفراج والحل وفق ما توحي به حركة الاتصالات والمبادرات المطروحة الآن دوليا واقليميا ام ان كل ما يجري لا يعدو كونه بمثابة «فقاعات صابون» وانه طالما لم يفرض اي حل للصراع فلن تكون هناك اية تسوية في لبنان؟ ولماذا تصر الولايات المتحدة على نقل مشروع «العرقنة» الى الساحة اللبنانية؟

ان هذه التساؤلات تطرح نفسها بإلحاح لأن الاجابة اصبحت الشغل الشاغل ليس للرأي العام اللبناني بل لكل الدول والشعوب العربية ذلك ان هناك قلقا عاما على مستقبل لبنان ومصيره خاصة بعد ما تم ادراجه في سياق المشروع الاميركي - الاسرائيلي المسمى الشرق الاوسط الكبير او الجديد وبالتالي فإن اي حدث يتم على الساحة اللبنانية لا بد ان تكون له امتدادات خارجية.

ولو كان بمقدور اللاعبين اللبنانيين التوصل الى اتفاق لفعلوا ذلك ولكن قرارهم ليس بيدهم بل في الخارج وبيد المرجعيات التي تقودهم ومن هنا يجب التأكيد على اهمية حدوث توافق اقليمي - دولي لايجاد تسوية سياسية شاملة في لبنان.

والذين يتصورون او يفترضون انه يمكن تمرير هذا الحل دون الخارج فهم واهمون جدا بما في ذلك الاستحقاق الرئاسي في سبتمبر القادم.

فإذا لم يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية عبر توسيع الحكومة الحالية والاتفاق على جدول اعمال محدد لاستحقاقات المرحلة القادمة فان من المرجح ان يكون في لبنان رئيسان وحكومتان في نهاية المطاف الامر الذي سيدخل الساحة اللبنانية في دوامة رهيبة من الصراعات والانقسامات.

ولا أحد يدري حقيقة موقف واشنطن من هذا الملف لأن السلوك الاميركي في العراق يدعو الى الحذر والقلق الشديدين وهو يطرح تساؤلات مشروعة حول مسألة خداع واشنطن.

مصادر
الوطن (قطر)