لقد وصل الوضع العربي إلى حالة مقلقة جدا بالفعل، كما يرى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع! ذلك أنه لأمر غير مفهوم إطلاقا أن يصبح الحوار العربي - العربي ممنوعا ومحظورا وأن يكون البديل هو الحوار العربي - الإسرائيلي! فقد أعلن رئيس السلطة الفلسطينية - محمود عباس - أن الحوار مع حماس لم يعد واردا الآن لكن يبدي استعداده للقاء أولمرت والتباحث معه حول كل القضايا والملفات، مثلما أعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن الحوار مع سوريا غير وارد، في الوقت الذي تصف فيه العديد من الأطراف اللبنانية إسرائيل بأنها جار للبنان وليس عدوا وأن سوريا أضحت هي العدو!!

إن الشعوب العربية، تتحمل المسؤولية كاملة، لأنها هي من سمح لبعض الحكام بالتمادي في التصالح مع إسرائيل، بل التحالف معها، ووضع الخطط والمؤامرات المشتركة لضرب مواقع المقاومة في كل أرجاء المنطقة، وبالتالي فإن التاريخ لن يرحم هذه الشعوب التي يفترض فيها أن تتحرك ليس من أجل اسقاط الأنظمة القائمة وتغييرها بل من أجل محاسبتها على مواقفها وسياساتها المؤدية إلى كل هذا الانهيار الدراماتيكي على الساحة العربية.

وإذا كان هناك من يسعى إلى تبرير ما يجري، والدفاع عن اللقاءات التي يعقدها بعض الحكام والرؤساء العرب مع رئيس وزراء إسرائيل أولمرت، بدلا من عقد مثل هذه اللقاءات مع قادة سوريا وحماس وحركة المقاومة بحجة أن إسرائيل هي التي تمتلك مفاتيح أي حل في الشرق الأوسط وبالتالي فإن من الضروري اجراء أوسع الاتصالات معها، والتودد اليها، حتى تفرج عن بعض أموال السلطة الفلسطينية المحتجزة لديها أو تسمح لعائلات فلسطينية عالقة عند الحدود مع غزة بالخروج أو الدخول، فإن كل هذه الخدمات، لا تغني عن التمسك بخيار المقاومة بالرغم من أن هذه اللغة أصبحت غير موجودة في قاموس من يروجون للصلح مع إسرائيل بأي ثمن وهناك خشية من أن يتشكل حلف رباعي مصري-أردني-فلسطيني - إسرائيلي كبديل عن المحاور والأحلاف العربية كلها!

مصادر
الوطن (قطر)