ما يدعو وزير الحرب الاسرائيلي الجديد ايهود باراك الى استعادة قوة الردع لدى اسرائيل واستخدام كل الوسائل المؤدية الى تحقيق هذا الهدف، وتزامن هذه الدعوة مع استعداد اسرائيل لإجراء اضخم مناورات عسكرية في الجولان السوري المحتل، ومع ارتفاع الاصوات والتحذيرات الاقليمية والدولية من احتمال تعرض سوريا لهجوم عسكري اسرائيلي هذا الصيف، فإن ملامح السيناريو المتداول تصبح اكثر وضوحا وواقعية. ذلك ان جميع المعطيات السائدة تؤكد بأن اسرائيل غير قادرة على ان يمر هذا الصيف دون ان تشن عدوانا جديدا إما على سوريا أو لبنان، وذلك في اطار ما يسميه باراك استراتيجية استعادة قوة الردع الاسرائيلية، أي شن حرب مفاجئة على طرف عربي في المنطقة، وتحقيق انتصار سهل وسريع، ومن ثم البدء بفرض الشروط على العرب كافة!

إن الحسابات المتداولة في تل ابيب ترتكز على ان سوريا في حالة عزلة عربية واقليمية ودولية، وبالتالي فهذه هي اللحظة المناسبة لضربها - بشكل سريع - ومن ثم خطف انتصار عسكري عاجل يعيد للجيش الاسرائيلي قوة الردع السابقة لديه.

ويبدو ان اصحاب هذا السيناريو لا يريدون تكرار ما حدث في جنوب لبنان العام الماضي، بل التركيز على الجبهة السورية، لأن الحرب هنا ستكون تقليدية، وهم يفترضون ان اسرائيل بتفوقها العسكري والتكنولوجي قادرة على تحقيق نصر سريع.

لكن من الضروري تذكير هؤلاء ان المسألة ستكون قضية حياة أو موت بالنسبة لدمشق وبالتالي يتوقع ان يكون الرد السوري عاصفا وفيه الكثير من الديناميكية التي لم يعهدها الاسرائيليون سابقا.

مصادر
الوطن (قطر)