ماذا سيحدث لحلفاء اميركا في لبنان والمنطقة اذا ما ارغمت ادارة بوش الحالية على سحب القوات تدريجيا من العراق ورضخت بالتالي لضغوط الكونغرس؟ وهو ان الوضع سيظل كما هو الآن من دون اي خسارة مباشرة؟ ان هناك عدة اطراف لبنانية وعربية راهنت بقوة ومنذ البداية على مجيء «المحافظين الجدد» الى البيت الابيض من اجل التخلص من كل الاعداء و«الخصوم» في الشرق الاوسط وكان لهذه الجهات الكثير من الآمال المعقودة على الغزو الاميركي للعراق وان يتحول المشهد الى لعبة «دومينو» وتبدأ احجار المواقع والنفوذ بالتساقط الواحدة تلو الاخرى! ولكن يبدو أن كل تلك الحسابات كانت مصنوعة من «ورق السلوفان» التي يعطي بريقا لاما عن قوته ومتانته الا انه سرعان ما يخترق ويسقط بفعل قوة الضغط عليه!

وتكمن المشكلة بالنسبة لهذه الاطراف انها غير قادرة على الاعتراف بخسارة الرهان وبالتالي فهي مستمرة في حث ادارة بوش على مواصلة احتلال العراق واحكام الحصار والضغط على ايران وسوريا وفصائل المقاومة بهدف ايهام الرأي العام الاميركي والعربي بان الولايات المتحدة لم تخسر مشروعها في العراق وانما يجري هو مجرد مراجعة وعملية تقييم لهذا المشروع الذي يجادل الرئيس جورج بوش بان نتائجه الحاسمة لن تظهر قبل نهاية الخريف القادم! ويبدو ان هؤلاء الذين انخدعوا بمظاهر ولعبة القوة الاميركية لديهم كل القناعة بان بوش لن يخرج من البيت الابيض الا وقد ألحق الهزيمة الكاملة بما يسميه قوى الارهاب في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي في الوقت الذي تؤكد فيه كل المعطيات ان هذه الادارة لم تخسر فقط الحرب في العراق بل الحرب على الارهاب.

مصادر
الوطن (قطر)