لماذا يفترض بعض العرب أن الرئيس الفرنسي الجديد - نيكولا ساركوزي - سيبادر إلى تصحيح الخلل والضعف اللذين لحقا وأصابا العلاقات الفرنسية-العربية في بعض جوانبها أواخر حكم الرئيس السابق جاك شيراك؟ ولماذا يصر البعض في المنطقة على تسويق الاوهام من أن ساركوزي سيكون هو رمز واستقلال السياسة الفرنسية عن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط؟ وما هي المعطيات التي يتم الارتكاز عليها لاطلاق مثل هذه الأحكام والاستنتاجات السياسية! أو بعبارة مضادة لماذا لا يتحول ساركوزي إلى بديل عن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق ويمارس دور الرافعة بالنسبة لمصالح وسياسات الولايات المتحدة في المنطقة خاصة والعالم عامة؟ وما الذي يمنع الرئيس الفرنسي الجديد أن يقوم بهذا الدور طالما أنه أعلن هو وبعد ساعات من فوزه أنه يمكن للولايات المتحدة أن تعتمد عليه كصديق وفي وقوي للشعب الأميركي؟ إن شيئا لن يجبر ساركوزي على انتهاج سياسة جديدة، الا عندما يتأكد أن مصالح فرنسا فى العالم العربي قد تمس، وبالتالي طالما أن هذه المصالح مؤمنة، وهناك قبول عربي عام لسياسة باريس على مستوى الشرق الأوسط فإن عامل التغيير لن يكون واردا على الإطلاق واذا كان بعض العرب يريد بالفعل أن يرى تغييرا في المواقف والسياسات الفرنسية فعليه أن يدرك مسبقا أن هذا لن يتحقق في ظل غياب الإرادة والقرار العربي الموحدين وأنه في حال استمرار الخلاف العربي-العربي وتباين الرؤى حول قضايا الصراع ومداخلاته فإن أحدا في هذا العالم لن يكون مستعدا حتى لمجرد التفكير بدعم القضية العربية أو الوقوف إلى جانب الحقوق العربية.

وهذا ينطبق بقوة أكبر على فرنسا وعلى رئيسها الجديد ساركوزي الذي يدرك أن ميزان القوى في أوروبا والعالم يميل لمصلحة الولايات المتحدة.

مصادر
الوطن (قطر)