من حق سوريا أن تنظر إلى صفقة التسليح الأميركية الضخمة والمقدرة بنحو 20 مليار دولار، بأنها رسالة حرب وعدوان موجهة ضدها، لأنه جرت العادة أن يسبق أي عدوان حصول إسرائيل على كمية كبيرة وخطيرة من الأسلحة الأميركية.

ومن حق العرب الآخرين، أن يتعاملوا مع جولة رايس وغيتس في الشرق الأوسط على أنها رسالة سلام، ولكن ليس من حق أي طرف عربي أن يسعى ألى تطبيع لعلاقاته مع إسرائيل، مهما تكن الدوافع والمسوغات، لأن في هذا التوجه ما يشبه القتل لعملية السلام قاطبة، ذلك أن "التطبيع" يقترض قيمة أن يأتي كإحدى ثمار السلام وليس كأحد عناصره، خاصة أن هناك بعدا جماهيريا لا يمكن إغفاله، وبالتالي فإن أنموذج السلام البارد بين مصر وإسرائيل، لم يرغم الشعب المصري على تطبيع علاقاته مع الإسرائيليين، لا بل ان هناك رفضا متزايدا في الشارع المصري لأي علاقة مع إسرائيل، حتى في حدودها الدنيا، وهذا مؤشر واضح على أن السلام شيء والتطبيع هو شيء آخر تماما، ومن المؤكد فإن الإصرار الأميركي على اعطاء الأولوية للتطبيع، وقيام واشنطن بممارسة الضغوط على الدول العربية، لتبادر إلى إجراء أوسع الاتصالات وإقامة أفضل العلاقات مع إسرائيل هو عنوان بارز للمرحلة المقبلة في الصراع، خاصة إذا ما تم الربط بين هذا الموقف الأميركي وبين حديث المسؤولين في واشنطن بأن تنظيم "القاعدة" قد التحق بالحلف السوري ـ الإيراني ـ حزب الله، وأصبح جزءا من هذا التحالف!، فالمقصود هو الإيحاء للرأي العام الأميركي بأن أي حرب قد تشنها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ستكون مشروعة لأنها موجهة ضد الإرهاب، وتحديدا إرهاب "القاعدة" المسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر الشهيرة.

مصادر
الوطن (قطر)