ليس أمرا مستغربا أو معيبا ان يتم احياء التعاون الأمني بين سوريا والإدارة الاميركية الحالية، وذلك بالرغم من وجود خلافات سياسية عميقة، في طريقة التعاطي مع أزمات المنطقة ومشكلاتها. ذلك ان المسألة متعلقة هنا بمكافحة الارهاب على مستوى الشرق الأوسط والعالم، وهناك التزام من قبل دمشق بان تكون جزءا من الحرب العالمية المعلنة على ظاهرة الارهاب، لكن مع ضرورة التفريق ما بين الارهاب والمقاومة .. ومن المؤكد ان استئناف التعاون الامني السوري - الاميركي سيساهم في انقاذ ارواح مواطنين اميركيين سواء في العراق أو المنطقة ثلما سيؤدي إلى تعزيز اجواء الثقة بين الجانبين وبالتالي إطلاق حوار سياسي شامل للوصول إلى تفاهمات حول كل قضايا المنطقة. وإذا كانت إدارة بوش حاولت في الماضي المكابرة وتجاهل الدور السوري، خاصة بعد انسحاب دمشق من لبنان العام 2005، حيث توهم بعض الاميركيين ان سوريا أضحت بلدا ضعيفا وتراجع دورها الاقليمي، فان التطورات الكبيرة التي جرت وتجري في العراق ولبنان، اقنعت هذه الادارة انه لابد من اجراء الاتصالات مع دمشق وحضور وفد اميركي كبير مؤلف من سبعة خبراء أمنيين ودبلوماسيين اجتماع لجنة التعاون الامني والتنسيق لدول جوار العراق في دمشق وسط مؤشرات تؤكد بقرب احياء التعاون الامني بين البلدين، وهو الامر الذي ستكو ن له الكثير من التداعيات المباشرة على مسار العلاقات السورية - الاميركية. ومن الواضح ان هناك بعض الاطراف العربية، التي تريد لحالة القطيعة والازمة ان تظل قائمة بين دمشق وواشنطن وثمة معطيات ان هذه الاطراف، تلعبا ادوارا سلبية جدا، على هذا الصعيد وربما من اجل تحقيق مكاسب ضيقة.

مصادر
الوطن (قطر)