هناك بعض الأطراف العربية، التي أخذت تتحدث علنا عن ضرورة إعادة النظر بمؤسسة الجامعة العربية وميثاقها الأساسي، وذلك باتجاه مواكبة ما يسميه المتغيرات الدولية والإقليمية، أي بلغة أوضح إفساح المجال أمام اسرائيل للانضمام إلى هذه المؤسسة، بعدما تتحول من منظمة عربية إلى منظمة اقليمية، قد تحمل اسم جامعة الشرق الأوسط! ولم تخف هذه الاطراف رغبة دفينة، أن تتم مراجعة عضوية بعض الدول العربية في الجامعة، وخاصة تلك التي تقيم تحالفات مع دول اقليمية غير عربية، وتعرض الأمن القومي العربي للخطر، والتهديد المباشرين. وكما هو واضح فإن هذه الايماءات موجهة أصلا صوب دمشق، التي تقيم تحالفا استراتيجيا عميقا مع طهران، وهو الأمر الذي يثير القلق لدى أكثر من طرف عربي، بفعل الضغوط والتدخلات الأميركية! إذ أن واشنطن تسعى إلى اقامة حلف مضاد يضم دولا عربية معتدلة واسرائيل في الوقت الذي يجرى فيه تصوير التحالف السوري - الإيراني على أنه موجه ضد دول المنطقة كافة، وليس لمواجهة اسرائيل .. وبالتوازي مع هذه التحركات والدعوات الاميركية، جاءت تصريحات عبد الحليم خدام مؤخرا، والتي دعا فيها دول الاعتدال العربي «إلى التحرك والعمل لتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، كوسيلة ضغط على النظام حتى يفك تحالفه وارتباطه مع ايران، لتكشف خيوط ما يحاك اميركيا وعربيا واسرائيليا ضد دمشق، وربما الوصول إلى ما هو أبعد من مجرد قرارات، تصدر عن الجامعة فليس مستغربا ان تسعى الإدارة الاميركية إلى استصدار قرار عن مجلس الأمن، يهتم التحالف القائم بين دمشق وطهران بأنه أصبح يشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين، وهو تحالف ارهابي. وربما كان مثل هذا القرار مجرد غطاء لتوجيه ضربة إلى البلدين، وبالنسبة لسوريا، قد يحدث تحرك ما في أروقة الجامعة بقيادة السعودية ومصر ولكن هناك من يستبعد هذا الخيار، لأن دمشق تمثل مركز الثقل في الوضع العربي وينظر البعض إلى البيان السعودي الأخير على أن بمثابة تطاول مباشر من قبل الرياض على الدور السوري في المنطقة، وهو مؤشر على ان العلاقات بين الطرفين، قد تكون مرشحة لمزيد من التدهور خلال المرحلة القادمة في ضوء استمرار الحملة السعودية المركزية على القيادة السورية.

مصادر
الوطن (قطر)