تتجه المنطقة نحو مزيد من التصعيد السياسي والعسكري والامني ربما بسبب العمل الاستفزازي وغير المبرر الذي قامت به اسرائيل ضد سوريا وايضا لان الاميركيين يواجهون سلسلة من الاخفاقات في العراق ومن الواضح ان هذا التصعيد سيكون هو السمة البارزة للمرحلة القادمة في الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن وجود اتصالات ومفاوضات تجرى من وراء الكواليس لابرام صفقات وتسويات كبرى بين قوى دولية واقليمية وبالتالي فإن احتقان الموقف وتصعيده سياسيا وعسكريا هو جزء من السيناريو المرسوم! فلابد من ان يتم التلويح بالحرب وان تكون هناك مواقع ساخنة في جبهات المواجهة حتى يتم توفير الاغطية السياسية لاي اتفاق قد يصل اليه اللاعبون الاقليميون والدوليون على حد سواء وبالمحصلة فإن الحديث عن حرب جديدة في الشرق الاوسط قد يكون واردا اميركيا واسرائيليا ولكنه لا يحظى بالمصداقية والواقعية لدى الاطراف الاخرى.

وبصرف النظر عن تداعيات الاستفزاز الاسرائيلي الاخير الموجه ضد سوريا فإن من الضروري التقاط بعض الاشارات الغامضة لان ما جرى يطرح علامة استفهام كبرى حول نوايا اولمرت ومدى صدقية رسائل السلام التي يوجهها الى القيادة السورية، فحديث الحرب والمواجهة يطغى الان على حديث السلام وبات الجميع ينتظر الطريقة التي ستلجأ اليها دمشق للرد على ما جرى وكأن الاطراف كافة قد حشرت نفسها في زاوية حرجة وهي باتت اسيرة لحظة الموقف وتداعياته واذا كان الخبراء الاستراتيجيون يجمعون على ان بداية الحرب قد تكون معروفة او محددة لدى هذا الطرف او ذاك في حين ان نهايتها لا يمكن ان تخضع لاي سيناريو محدد فإن القول ان اسرائيل ارادت اشعال حرب كاملة ضد سوريا هو نوع من الاسترسال الاعلامي بالرغم من انه لو كان البديل «قيادة متهورة» لكان ذلك يكفي لاشعال النيران بالفعل ووقوع مواجهة شاملة والاسرائيليون يدركون ان استعادة قوة او هيبة الردع لا يمكن ان تتم بهذه الطريقة لان الثمن الذي سيدفعونه سيكون مكلفا جدا وقد يصل الى بداية زوال المشروع.

مصادر
الوطن (قطر)