الوزير بلينكن: حسنا، صباح الخير جميعا. إنه لأمر رائع أن أكون معكم جميعا. شكرا جزيلا للدكتور كوسوماياتي على هذه المقدمة الكريمة. ولكن ما هو أكثر من ذلك، شكرا لك على عقود من الخدمة في العمل لتحسين الصحة العامة وتثقيف الجيل القادم من الأطباء والممرضات، بما في ذلك كونك أول أمراة تشغل منصب عميد في الجامعة لكلية الصحة العامة. وإن تفانيك في العمل من خلال بحثك بشأن الصحة الإنجابية إلى قيادتك لفريق عمل مكافحة فيروس كوفيد في إندونيسيا هو فعلا مصدر إلهام، وأنا أشكرك (تصفيق).

وصباح الخير للجميع هنا. سلامات باجي(بالإندونيسية). إنه لأمر رائع أن أعود إلى جاكرتا. إذ كنت هنا في مناسبتين آخر مرة عندما عملت في الحكومة نائبا لوزير الخارجية وقد كنت أتطلع إلى هذه الفرصة للعودة إلى أكبر ديمقراطية في جنوب شرق آسيا.

وبالنسبة للطلاب الموجودين في هذه القاعة أعتقد أن لديهم شعورا طيبا بالعودة إلى الحرم الجامعي. وأتفهم أن العديد منكم كانوا يدرسون عن بُعد لبعض الوقت ويتطلعون إلى العودة إلى الفصل الدراسي بالفعل ويسعدني أن نكون سببًا بسيطًا لإعادتكم معا مرة أخرى هنا اليوم. أعلم يا دكتورة، أنك أنت وفريق العمل تودون عودة الطلاب وأنا أعلم مدى تطلع الجميع إلى ذلك.

وأنا هنا، نحن هنا، لأن ما يحدث في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ، أكثر من أي منطقة أخرى، سيشكل مسار العالم في القرن الحادي والعشرين.

إذ إن منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادي هي المنطقة الأسرع نموا على هذا الكوكب. فهي تمثل 60 في المئة من الاقتصاد العالمي، أي ثلثي إجمالي النمو الاقتصادي على مدى السنوات الخمس الماضية. فهي موطن لأكثر من نصف سكان العالم وسبعة من أكبر 15 نظامًا اقتصاديًا.

وهي متنوعة على نحو رائع، وتضم أكثر من 3000 لغة، والعديد من الأديان، التي تمتد عبر محيطين وثلاث قارات.

وحتى أن بلدًا واحدًا مثل إندونيسيا هو موطن لمجموعة غنية يصعب تصنيفها، اللهم إلا بتنوعها. ويحمل شعار هذه الأمة الوحدة في التنوع (Bhinneka Tunggal Ika)، والذي يبدوا مألوفا جدا لأي أمريكي. إذ نقول في الولايات المتحدة، الكثير في واحد (E Pluribus Unum). وهي الفكرة نفسها.

كانت الولايات المتحدة ، وما زالت ، وستظل على الدوام دولة بين المحيط الهندي والمحيط الهادئ. وهذه حقيقة جغرافية، فهي تمتد من سواحل المحيط الهادئ إلى غوام، وأراضينا تمتد عبر ضفتي المحيط الهادئ. وهي أيضا حقيقة تاريخية تتجلى بوضوح من خلال قرنين من العلاقات التجارية وغيرها من العلاقات مع المنطقة.

وحاليًا، يقع نصف أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة اليوم في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ. وإنها الوجهة لما يقرب من ثلث صادراتنا ومصدر لما يبلغ من 900 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر في الولايات المتحدة. وهذا يخلق ملايين الوظائف المنتشرة في جميع الولايات الخمسين. ويتمركز المزيد من أفراد جيشنا في المنطقة أكثر من أي مكان خارج الأرض القارية للولايات المتحدة وذلك يضمن السلام والأمن الذي كان وما يزال حيويا للازدهار في المنطقة ويعود بالفائدة علينا جميعا.

ونحن مرتبطون ببعضنا البعض بالطبع عبر شعبنا، الذي تمتد صلاته إلى أجيال. وهناك أكثر من 24 مليون أمريكية آسيوي يعيشون في الولايات المتحدة، بما في ذلك السفير سونغ كيم، فهو لم يخدم بلاده في أي جزء من العالم ، مثلما كان طوال العقود الثلاثة الماضية.

وكان هناك قبل الوباء أكثر 775,000 طالب من منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ يدرسون في الكليات والجامعات الأمريكية. كما كان هناك رفاقكم الأمريكيين الذين يدرسون هنا في جامعة إندونيسيا وهم من بين ملايين الأمريكيين الذين أتوا إلى المنطقة من أجل الدراسة والعمل والعيش، بمن في ذلك الشخص الذي أصبح رئيسا لنا.

وهناك مثل إندونيسي، قيل لي إن الأطفال يتعلمونه منذ الصغر: “أنه لدينا أذنان، لكن لنا فم واحد فقط”، وهذا يعني أنه قبل أن نتحدث أو نتصرف، يجب أن نسمع. وقد استمعنا كثيرًا إلى الأشخاص في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ في السنة الأولى لهذه الإدارة لفهم رؤيتكم للمنطقة مستقبلها.

وقد رحبنا بقادة من المنطقة في بلدنا، بما في ذلك أول زعيمين أجنبيين من اليابان وكوريا الجنوبية استضافهما الرئيس بايدن بعد توليه منصبه وكذلك جميع وزراء الخارجية الذين تشرفت باستضافتهم في وزارة الخارجية، بما في ذلك وزير الخارجية رتنو، وكذلك جئنا إلى منطقتكم، نائبة الرئيس هاريس، ووزير الدفاع، وكذلك وزير التجارة رايموندو، والعديد من أعضاء مجلس الوزراء الآخرين، ناهيك عن العديد من كبار المسؤولين بوزارة الخارجية من فريقي.

وشارك الرئيس في اجتماعات قمة ذات مستوى قيادي وهيئات إقليمية رئيسية: مثل منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ. ومؤتمرات قمة الولايات المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والرباعية المكونة من الهند واليابان وأستراليا. وقد فعلت الشيء نفسه مع زملائي من زارة الخارجية، بما في ذلك استضافة اجتماع الشراكة الوزارية لدول (نهر) ميكونغ والولايات المتحدة. كما التقى الرئيس بايدن بقادة المحيط الهندي والمحيط الهادئ في الخارج أيضا، بما في ذلك اجتماع مثمر للغاية مع الرئيس جوكوي خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP26) في غلاسكو.

لكننا لا نستمع فقط إلى القادة. ففي سفاراتنا وقنصلياتنا في جميع أنحاء المنطقة، ينصت دبلوماسيونا بآذان صاغية لآراء الناس من مختلف مناحي الحياة، من الطلاب والنشطاء وكذلك الأكاديميين ورجال الأعمال.

وعلى الرغم من أنها منطقة متنوعة على نحو غير عادي مع اهتمامات متميزة ووجهات نظر متميزة، فإننا نرى قدرا كبيرا من التوافق بين الرؤية التي نسمعها من منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ ورؤيتنا.

وشعوب وحكومات المنطقة تريد المزيد، تريد فرصا أكثر وأفضل لجميع شعوبها. كما تريد المزيد من الفرص للتواصل، ضمن دولهم، وبين دولهم، وحول العالم. وهم يريدون أن يكونوا مستعدين على نحو أفضل لأزمات مثل الجائحة التي نعيش فيها. ويرغبون في السلام والاستقرار. كما أنهم يرغبون في أن تكون الولايات المتحدة أكثر حضورًا وتواصلًا. وفوق كل ذلك يرغبون في منطقة تكون أكثر حرية وانفتاحًا.

وما أود أن أفعله اليوم هو محاولة تحديد تلك الرؤية المشتركة، وكيف سنعمل معا لجعلها حقيقة واقعة. وهناك خمسة عناصر أساسية أود التركيز عليها.

أولا، سوف نطور منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ الحرة والمفتوحة.

إننا نتحدث كثيرا الآن عن منطقة المحيط الهادئ والمحيط الهندي الحرة والمفتوحة. لكننا لا نحدد غالبا ما نعنيه بذلك في الواقع. إذ تتعلق الحرية بالقدرة على كتابة مستقبلك وإبداء الرأي فيما يحدث في مجتمعك وبلدك، بغض النظر عن هويتك أو من تعرف. وينبع الانفتاح بطبيعة الحال من الحرية. والأماكن الحرة مفتوحة للمعلومات وكذلك وجهات النظر الجديدة. كما إنها منفتحة على ثقافات وديانات وكذلك أساليب حياة مختلفة. وكذلك هي منفتحة على النقد والتأمل الذاتي كما أنها منفتحة للتجديد.

وعندما نقول إننا نرغب أن تكون منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ حرة ومفتوحة، فإننا نعني أن الناس، على المستوى الفردي، سيكونون أحرارا في حياتهم اليومية ويعيشون في مجتمعات منفتحة. كما نعني أن كل بلد بمفرده، على مستوى الدولة، سيكون قادرًا على اختيار طريقه الخاص وشركائه. وتعني أنه سيتم التعامل مع المشكلات في هذا الجزء من العالم على المستوى الإقليمي بشكل علني وسيتم الوصول إلى القواعد بشفافية وتطبيقها على نحو عادل وأن السلع والأفكار والناس سوف تتدفق بحرية عبر جميع أنحاء الأرض والفضاء الإلكتروني والبحار المفتوحة.

ولدينا جميعا مصلحة في ضمان خلو المنطقة الأكثر حيوية في العالم من الإكراه وتمكين الجميع من الوصول إليها. وذلك أمر جيد للأفراد في جميع أنحاء المنطقة. كما أنه جيد للأمريكيين لأن التاريخ يظهر أنه عندما تكون هذه المنطقة الشاسعة حرة ومنفتحة، تكون أمريكا أكثر أمانا وازدهارا. ولذلك فإننا سنعمل مع شركائنا في جميع أنحاء المنطقة في محاولة لتحقيق هذه الرؤية.

وسنستمر في دعم مجموعات مكافحة الفساد ومجموعات الشفافية والصحفيين الاستقصائيين ومراكز الفكر في جميع أنحاء المنطقة مثل معهد أدفوكاتا (Advocata) في سريلانكا. إذ إن هذأ المعهد وضع بدعم منا سجلا عاما للمؤسسات المملوكة للدولة مثل البنوك وشركات الطيران التي تعمل وتتكبد خسائر كبيرة واقترح طرقا لإصلاحها.

ونحن نجد شركاء في الحكومة أيضا، مثل فيكتور سوتو. وهو رئيس بلدية مدينة باسيغ في الفلبين. فقد أنشأ فكتور خطا ساخنا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للناخبين للإبلاغ عن حالات الفساد. وقد جعل منح العقود العامة أكثر شفافية ومنح المنظمات المجتمعية رأيا في الطريقة التي تنفق بها المدينة مواردها. وهو جزء من المجموعة الأولى لأبطال مكافحة الفاسدين في العالم الذين أعلنتهم وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق من هذه السنة.

وسنستمر في تعلم أفضل الممارسات من زملائنا الديمقراطيين. وهذه هي الفكرة وراء قمة الديمقراطية التي عقدها الرئيس بايدن في الأسبوع الماضي، حيث تحدث الرئيس جوكوي، وفي الواقع كان المتحدث الأول، ومنتدى بالي للديمقراطية الذي عقدته إندونيسيا مؤخرًا للمرة الرابعة عشرة، حيث أتيحت لي الفرصة للحديث.

وسنقف أيضا ضد القادة الذي لا يحترمون حقوق شعوبهم، كما نشهد الآن في بورما. وسنواصل العمل مع حلفائنا وشركائنا للضغط على النظام لوقف عنفه العشوائي والإفراج عن جميع المعتقلين ظلما، والسماح بالوصول دون عوائق وكذلك استعادة مسار بورما نحو الديمقراطية الشاملة.

وقد طورت رابطة الآسيان خطة للتوافق تتكون من خمس نقاط، ودعت النظام إلى الدخول في حوار بناء مع جميع الأطراف للسعي إلى حل سلمي يحترم إرادة الشعب البورمي، وهو هدف لن نتخلى عنه أبدًا.

وهناك طريقة أخرى لتعزيز الحرية والانفتاح وهي الدعوة إلى والدفاع عن وجود شبكة إنترنت مفتوحة، وقابلة للتشغيل، وآمنة، وموثوق بها ضد أولئك الذين يسعون بنشاط لجعل الإنترنت أكثر انغلاقا، وأكثر قابلية للاختراق، وأقل أمانا. وسنعمل مع شركائنا للدفاع عن هذه المبادئ والمساعدة في بناء أنظمة وشبكات آمنة وموثوقة تكون أساسًا لها. وأعلنت جمهورية كوريا والولايات المتحدة، في قمة الزعيمين مون -وبايدن في وقت سابق من هذه السنة، عن استثمارات بأكثر من 3.5 مليار دولار في التقنيات الناشئة، بما في ذلك البحث والتطوير في شبكات الجيل الخامس (5G) والجيل السادس (6 G) الآمنة.

وفي الختام، سنعمل مع حلفائنا وشركائنا للدفاع عن النظام القائم على القواعد التي بنيناها معا على مدى عقود لضمان بقاء المنطقة مفتوحة ومن السهل الوصول إليها.

وأسمحوا لي أن أكون واضحا بشأن شيء واحد: إن الهدف من الدفاع عن النظام القائم على القواعد ليس التحكم في أي بلد. إنما هو لحماية حق جميع البلدان في اختيار طريقها الخاص، بدون إكراه، وبدون تهديد. إن الأمر لا يتعلق بمنافسة بين منطقة تتمحور حول الولايات المتحدة أو منطقة تتمحور حول الصين. فمنطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ هي منطقة خاصة في حد ذاتها. وبالأحرى فإن الأمر يتعلق بدعم الحقوق والاتفاقيات المسؤولة عن أكثر فترات السلام والازدهار التي مرت بها هذه المنطقة والعالم على الإطلاق.

وهناك الكثير من القلق، من شمال شرق آسيا إلى جنوب شرق آسيا، ومن نهر ميكونغ إلى جزر المحيط الهادئ، بشأن تصرفات بكين العدوانية، بدعوى أن البحار المفتوحة هي ملكها، مما يؤدي إلى تشويه الأسواق المفتوحة من خلال الإعانات المقدمة لشركاتها التي تديرها الدولة، مما يمنع صفقات الصادرات أو الغائها للبلدان التي لا تتفق مع سياستها، كما أنها تنخرط في أنشطة صيد غير مشروعة وغير مبلغ عنها وكذلك غير منظمة بلوائح. وترغب البلدان في جميع أنحاء المنطقة تغيير هذا السلوك.

ونحن نفعل ذلك أيضا، ونحن مصممون لهذا السبب على ضمان حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، حيث تهدد تصرفات بكين العدوانية هناك حركة تجارة تزيد قيمتها على ثلاثة تريليون دولار سنويًا.

ويجدر بنا أن نتذكر أن، المرتبط بهذا الرقم الضخم، ثلاثة تريليون دولار، هي سبل العيش وجودة المعيشة الحقيقية لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وعندما لا تستطيع التجارة العبور عبر البحار المفتوحة، فهذا يعني أن المزارعين ممنوعين من شحن منتجاتهم، ولا تستطيع المصانع شحن رقائقها الدقيقة، وكذلك منع المستشفيات من الحصول على الأدوية المنقذة للحياة.

وقد أصدرت محكمة دولية قبل خمس سنوات قرارا بالإجماع وهو ملزم قانونيا يرفض بشدة الادعاءات البحرية غير القانونية والتوسع في بحر الصين الجنوبي باعتبارها غير متوافقة مع القانون الدولي. وسنواصل نحن والدول الأخرى، بما في ذلك المطالبون في بحر الصين الجنوبي، والتراجع عن مثل هذا السلوك. وذلك أيضا هو سبب اهتمامنا الدائم بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان، بما يتفق مع التزاماتنا طويلة الأمد.

ثانيا، سنقيم روابط أقوى داخل المنطقة وخارجها. وسنعمل على تعزيز تحالفاتنا التعهدية مع اليابان وجمهورية كوريا وكذلك أستراليا والفلبين وتايلاند. ولطالما شكلت هذه الروابط الأساس للسلام والأمن والازدهار في المنطقة. كما سنعمل على تعزيز التعاون بين هؤلاء الحلفاء أيضا. وهذا أحد الأشياء التي قمنا بها من خلال تعضيد التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وإطلاق اتفاقية تعاون أمني تاريخية جديدة مع أستراليا والمملكة المتحدة. وسنجد طرقا لربط حلفائنا مع شركائنا، مثلما فعلنا من خلال تنشيط الرباعية. كما سنعزز شراكتنا مع رابطة آسيان القوية والمستقلة.

وتعنى مركزية رابطة آسيان أننا سنواصل العمل مع آسيان ومن خلالها لتعزيز مشاركتنا من المنطقة على نحو أكبر، وذلك للتوافق بين رؤيتنا ونظرة آسيان بشأن المحيط الهندي والمحيط الهادئ.

وأعلن الرئيس بايدن في شهر تشرين الأول/أكتوبر عن أكثر من 100 مليون دولار لتعزيز التعاون مع رابطة آسيان في جوانب رئيسية، تتضمن الصحة العامة وتمكين المرأة. وسيدعو الرئيس قادة رابطة آسيان إلى عقد قمة في الولايات المتحدة في الأشهر القادمة لمناقشة كيفية تعزيز شراكتنا الاستراتيجية.

كما نعزز الشراكات الاستراتيجية مع البلدان الأخرى في المنطقة: سنغافورة وفيتنام وماليزيا وبالتأكيد إندونيسيا. وهذا هو السبب الذي أدى إلى هذه الزيارة.

ونحن نعمل أيضا على تعضيد الروابط بين شعبينا. وتعد مبادرة القادة الشباب لجنوب شرق آسيا (YSEALI) برنامجا مميزا لتمكين الجيل الصاعد من القادة في جنوب شرق آسيا، ويضم أكثر من 150,000 عضو والعدد في تزايد مستمر.

سنعمل أخيرا على ربط علاقاتنا في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ بنظام لا مثيل له من التحالفات والشراكات خارج المنطقة، ولاسيما في أوروبا. وأصدر الاتحاد الأوروبي مؤخرا استراتيجية المحيط الهندي والمحيط الهادئ التي تتوافق على نحو وثيق مع رؤيتنا الخاصة. نقوم في حلف ناتو بتحديث مفهومنا الاستراتيجي ليعكس الأهمية المتزايدة لمنطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ وكذلك معالجة التهديدات الجديدة، مثل التداعيات الأمنية لأزمة المناخ. ونضع مركزية آسيان في صميم عملنا مع شركائنا. وقد فعلنا ذلك قبل أيام قليلة فقط، عندما كان وزراء مجموعة السبع مجتمعين في المملكة المتحدة واجتمعوا مع نظرائهم في رابطة آسيان لأول مرة.

وإننا نفعل كل ذلك لسبب بسيط: فهو يسمح لنا بتجميع أوسع التحالفات وأكثرها فاعلية لمواجهة أي تحد واغتنام أي فرصة والعمل نحو أي هدف. فكلما زاد عدد الدول التي يمكننا أن نجتمع معها حول مصالح مشتركة، أصبحنا جميعا أقوى.

ثالثا، سنعمل على تعزيز الازدهار على نطاق واسع. وقدمت الولايات المتحدة بالفعل أكثر من تريليون دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ. وقد أخبرتنا المنطقة بصوت عالٍ وجلي أنها تريدنا أن نفعل المزيد. ونحن عازمون على تلبية تلك الدعوة. ونحن، بناء على توجيهات الرئيس بايدن، نطور إطارا اقتصاديا شاملا لمنطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ لمتابعة أهدافنا المشتركة، بما في ذلك التجارة والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا وسلاسل التوريد المرنة وكذلك الطاقة النظيفة والبنية التحتية والمعايير المتبعة لحقوق العمال ومجالات أخرى من المصالح المشتركة.

وستلعب دبلوماسيتنا دورا رئيسيا. وسنحدد الفرص التي لا تجدها الشركات الأمريكية بمفردها ونسهل عليهم نقل خبراتهم ورؤوس أموالهم إلى أماكن جديدة وقطاعات جديدة. إذ تقوم مراكزنا الدبلوماسية وسفاراتنا عبر المحيط الهندي والمحيط الهادئ بقيادة هذه المهمة بالفعل وكذلك سنعمل على زيادة قدراتهم حتى يتمكنوا من فعل المزيد. وأنضم أكثر من 2300 من قادة الأعمال والحكومة من المنطقة في منتدى أعمال المحيط الهندي والمحيط الهادئ في هذه السنة، والذي استضفناه بالاشتراك مع الهند، حيث أعلنا عما يقرب من سبعة مليارات دولار في مشاريع جديدة للقطاع الخاص.

وسنعمل مع شركائنا لتشكيل قواعد الاقتصاد الرقمي المتنامي بشأن القضايا الرئيسية مثل خصوصية البيانات وأمانها، ولكن بطريقة تعكس قيمنا وتفتح الفرص لشعبنا. فإذا لم نقم بتشكيلها نحن، سيقوم الآخرون بتشكيلها. وهناك احتمال كبير بأنهم يفعلون ذلك بطريقة لا تعزز مصالحنا المشتركة أو قيمنا المشتركة.

وقد وضع الرئيس بايدن في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في تشرين الثاني/نوفمبر رؤية واضحة لكيفية بناء طريق مشترك للمضي قدما في المنطقة. وفيما يتعلق بتقنياتنا الرقمية، فقد تحدث عن الحاجة إلى شبكة إنترنيت مفتوحة وقابلة للتشغيل البيني وكذلك موثوق منها وآمنة فضلا عن اهتمامنا القوي بالاستثمار في الأمن الإلكتروني وتطوير معايير الاقتصاد الرقمي التي ستمكن جميع اقتصاداتنا على المنافسة في المستقبل. وعندما شاركت أنا والممثلة التجارية للولايات المتحدة كاثرين تاي في قيادة وفدنا إلى الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والحيط الهادئ في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، ركزنا على الحاجة على ضمان أن تخدم التكنولوجيا منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ الحرة والمفتوحة.

وسنعمل أيضا على تعزيز التجارة العادلة والمرنة. وهذه هي قصة النافذة الواحدة لرابطة آسيان، وهي مشروع دعمته الولايات المتحدة لإنشاء نظام آلي لتخليص رسوم الجمارك عبر المنطقة. كما ساعد في تبسيط التجارة من خلال جعلها أكثر شفافية وأمانا وخفض تكاليف العمل والأسعار للمستهلكين. وقد أتاح الانتقال من الجمارك الورقية إلى الجمارك الرقمية إمكانية استمرار حركة التجارة عبر الحدود، حتى أثناء عمليات الإغلاق.

وشهدت البلدان الأكثر نشاطا على المنصة خلال السنة الأولى للجائحة ارتفاعا في نشاطها التجاري بنسبة 20 بالمئة، بينما كانت معظم التجارة الأخرى عبر الحدود تتراجع بالفعل. وتعهد الرئيس بايدن في قمة الولايات المتحدة ورابطة آسيان في تشرين الأول/أكتوبر بتقديم دعم أمريكي إضافي للنافذة الواحدة. وسنعمل مع الشركاء لجعل سلاسل التوريد الخاصة بنا أكثر أمانا ومرونة. كما أعتقد أننا رأينا جميعا، من خلال الجائحة، مدى تعرضهم للخطر، وكيف يمكن أن تكون الاضطرابات المدمرة، بما في ذلك نفص أقنعة الوجه ورقائق الكمبيوتر الدقيقة والتراكم في الموانئ.

وقد كنا وما زلنا نقود الجهود لجمع المجتمع الدولي معا في محاول لحل الاختناقات وبناء قدر أكبر من المرونة ضد الصدمات المستقبلية. وعقد الرئيس بايدن قمة القادة بشأن مرونة سلسلة التوريد. كما جعلت نائبة الرئيس هاريس هذا الأمر نقطة التركيز الأساسي في اجتماعاتها خلال زيارتها للمنطقة. وتناولت وزيرة التجارة رايموندو القضية مع أستراليا ونيوزلندا وسنغافورة وكذلك ماليزيا في زيارتها الأخيرة. وأطلقت الممثلة التجارية للولايات المتحدة تاي فرقة العمل المعنية بسلسلة التوريد التجارية بين الوكالات وأثارت القضية في زيارتها إلى اليابان وجمهورية كوريا والهند. وسوف نتعاون مع وزيرة التجارة جينا رايموندو لدعوة قادة الحكومة والقطاع الخاص من جميع أنحاء العالم لمعالجة هذه القضايا في منتدى سلسلة التوريد العالمي في السنة الجديدة. وإن هذه المنطقة، منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ، باعتبارها مركزا لكثير من الإنتاج والتجارة في العالم، ستكون جوهر هذه الجهود.

وأخيرا، سنساعد في سد الفجوة في البنية التحتية. فهناك في هذه المنطقة وكذلك حول العالم توجد فجوة كبيرة بين الاحتياجات الفعلية للبنية التحتية وما هو متوفر حاليا. فالموانئ والطرق وشبكات الكهرباء وشبكات الطاقة الكهربائية كلها لبنات بناء للتبادل التجاري العالمي من أجل التجارة والفرص وكذلك من أجل الازدهار. وهي ضرورية للنمو الشامل لمنطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ. لكننا نسمع مخاوف متزايدة من المسؤولين الحكوميين والصناعة وكذلك العمل والمجتمعات في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ بشأن ما يحدث عندما لا يتم تنفيذ البنية التحتية على نحو صحيح، مثلا عندما يتم منحها من خلال عمليات غير شفافة أو فاسدة أو تتولاها شركات خارجية تستورد العمال الخاصين بها، واستخراج الموارد، وكذلك تلويث البيئة، ودفع المجتمعات إلى الوقوع في الدين.

تود بلدان المحيط الهندي والمحيط الهادئ نوعًا أفضل من البنية التحتية. لكن يشعر العديدون أنه مكلف للغاية، أو يشعرون بالضغط من أجل إجراء صفقات سيئة بشروط يحددها الآخرون بدلا من عدم وجود صفقات على الإطلاق. ولذلك فإننا سنعمل مع دول المنطقة لتقديم بنية تحتية عالية الجودة وعالية المعايير التي يستحقها الشعب. وفي الحقيقة فإننا نفعل ذلك بالفعل.

وقد أعلنا مع أستراليا واليابان في هذا الأسبوع عن شراكة مع دول ميكرونيزيا الموحدة وكيريباتي ونورو لبناء كابل جديد تحت سطح البحر لتحسين اتصال شبكة الإنترنت بدول المحيط الهادئ. وقدم أعضاء الرباعية منذ 2015 أكثر من 48 مليار في شكل تمويل مدعوم من الحكومة للبنية التحتية في المنطقة. ويمثل ذلك آلاف المشاريع في أكثر من 30 دولة، تتراوح من أعمال التنمية الريفية إلى الطاقة المتجددة. وهي تفيد الملايين من الناس.

وأطلقت الرباعية مؤخرا مجموعة تنسيق البنية التحتية لتحفيز المزيد من الاستثمار وتتطلع إلى الشراكة مع جنوب شرق آسيا في البنية التحتية والعديد من الأولويات المشتركة الأخرى. وستفعل الولايات المتحدة أكثر من ذلك. ونحن ملتزمون ببناء عالم أفضل، الذي أطلقناه مع شركائنا في مجموعة الدول السبع في شهر حزيران/يونيو، بحشد مئات المليارات من الدولارات على شكل تمويل شفاف ومستدام على مدى السنوات القادمة. كما أطلقنا، بالتعاون مع أستراليا واليابان، شبكة بلو دوت (Blue Dot) لبدء التصديق على مشاريع البنية التحتية عالية الجودة، التي تلبي المعايير التي طورتها مجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وغيرها، لجذب مستثمرين إضافيين.

رابعا، سنساعد في بناء منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ بحيث تكون أكثر مرونة. وقد أكدت جائحة كوفيد-19 وأزمة المناخ على الضرورة الملحة لهذه المهمة. وأودى الوباء بحياة مئات الألاف من الناس في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك أكثر من 143,000 رجل وامرأة وطفل هنا في إندونيسيا. كما تسبب في خسائر اقتصادية هائلة، من إغلاق المصانع إلى توقف السياحة.

كانت الولايات المتحدة وما زالت هناك من أجل شعوب هذه المنطقة في كل خطوة، وحتى ونحن نحارب الجائحة في الوطن. وقمنا بإرسال أكثر من 100 مليون جرعة من اللقاحات إلى منطقة المحيد الهندي والمحيط الهادئ من بين 300 مليون جرعة من اللقاحات الآمنة والفعالة التي وزعتها الولايات المتحدة فعليا في جميع أنحاء العالم. وجاء أكثر من 25 مليونا من تلك الجرعات إلى إندونيسيا. وسنكون بحلول نهاية العام المقبل قد تبرعنا بأكثر من 1.2 مليار جرعة للعالم. وقد قدمنا أكثر من 2.8 مليار دولار كمساعدات إضافية للمنطقة لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك 77 مليون دولار هنا في إندونيسيا لكل شيء من معدات الحماية الشخصية إلى الأوكسجين الطبي للمستشفيات. وقد قدمنا هذه المساعدات مجانا وبدون قيود. وتأكدنا، من خلال تقديم معظم هذه التبرعات من خلال برنامج كوفاكس (COVAX)، من توزيعها على نحو منصف، وبناء على الحاجة، وليس السياسة.

وإننا نعمل في الوقت نفسه مع شركائنا لإنهاء الجائحة. وتلعب شراكة اللقاحات الرباعية دورًا رئيسيا في ذلك. فنحن نعمل معا للتمويل والتصنيع والتوزيع وكذلك إعطاء أكبر عدد ممكن من الجرعات في أسرع وقت ممكن. كما أن كل دولة بمفردها تسارع الخطى. والتزمت الهند مؤخرا بإنتاج خمسة مليارات جرعة إضافية بحلول نهاية 2022. كما تعمل جمهورية كوريا وتايلاند على زيادة إنتاجهما أيضا.

ونحن نحشد القطاع الخاص إلى جانبنا. وأطلقنا في اجتماع وزاري عقدته في الشعر الماضي وأطلقنا ما يسمى الفريق العالمي لكوفيد. وهو تحالف من الشركات الرائدة التي ستوفر الخبرة والأدوات وكذلك القدرات لدعم الجهود اللوجستية واللقاحات في البلدان النامية، بما في ذلك صعوبات المرحلة والإجراءات الأخيرة، وهو أمر بالغ الأهمية للحصول على الجرعات في الواقع. وهذا ما نراه على نحو متزايد في جميع أنحاء العالم، حيث زاد إنتاج اللقاحات، وأصبحت تُنتج بالفعل هناك، لكنها بعد ذلك لا تصل إلى المحتاجين إليها بسبب صعوبات المرحلة والإجراءات الأخيرة والأمور اللوجستية التي يجب حلها، وهذا بالضبط ما نركز عليه.

وبينما نحارب الفيروس، نقوم في الوقت نفسه ببناء الأنظمة الصحية على نحو أفضل في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ، وفي جميع أنحاء العالم لمنع الجائحة التالية واكتشافها والاستجابة لها. وإننا نعرف بالفعل كيفية فعل ذلك. كما تعمل الولايات المتحدة مع شركاء لتقوية الأنظمة الصحية في المنطقة منذ عقود. واستثمرنا في رابطة آسيان وحدها أكثر من 3. 5 مليار دولار في الصحة العامة على مدار العشرين سنة الماضية. ولدينا الكثير مما يمكن أن نعرضه من أجل تحقيق ذلك، سواء في التحسينات المهمة للصحة العامة أو في العلاقات العميقة التي بنيناها على أرض الواقع.

وأعلن الرئيس بايدن مؤخرا، وكجزء من دعمنا لرابطة آسيان، أننا سنقدم 40 مليون دولار لمبادرة مستقبل الصحة بين دعم الولايات المتحدة ورابطة آسيان. وهذا من شأنه تسريع البحث المشترك وتعزيز الأنظمة الصحية وكذلك تدريب جيل صاعد من المهنيين الصحيين.

ونحن ندعم أيضا تطوير نظام تنسيق طوارئ الصحة العامة التابعة لرابطة آسيان. وسيساعد ذلك البلدان في المنطقة على تنسيق استجابتها لحالات الطوارئ الصحية في المستقبل. وإن أول مكتب إقليمي في جنوب شرق آسيا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والذي قمنا بافتتاحه في هانوي في هذا الصيف، يدعم بالفعل هذه الجهود على أرض الواقع.

وإن أزمة المناخ، بالطبع، هي تحد عالمي آخر يتعين علينا مواجهته معا. ويشعر الناس في جميع أنحاء منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ بأثره الكارثي بالفعل: إذ ضربت هذه المنطقة 70 في المئة من الكوارث الطبيعية في العالم وتضرر أكثر 90 مليون شخص في المنطقة من الكوارث المتعلقة بالمناخ في 2019. وقد عانينا نحن في العام التالي حيث ضرب ساحل كاليفورنيا على المحيط الهادئ خمسة من أكبر ستة حرائق غابات في تاريخها.

والآن، فإن العديد من المتسبين في الانبعاثات في المنطقة أدركوا الحاجة إلى العمل بشكل عاجل، مثلما رأينا في التعهدات الطموحة التي قدموها في قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26). وقامت 15 دولة من منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ بالتوقيع على التعهد العالمي بشأن الميثان في غلاسكو لخفض الانبعاثات بنسبة 30 في المئة خلال العقد المقبل. وإذا انضمت إلينا جميع أكبر المتسببين في الانبعاثات، فسيؤدي ذلك إلى تقليل الاحتباس الحراري أكثر من إخراج كل سفينة من البحار وكل طائرة من السماء.

لكن سيكون من الخطأ التفكير في المناخ فقط من منظور التهديدات. ويكمن السبب في التالي: يتعين على كل دولة على هذا الكوكب تقليل الانبعاثات والاستعداد للآثار التي لا مفر منها لتغير المناخ. وهذا التحول الضروري إلى التقنيات الجديدة والصناعات الجديدة يوفر أيضا فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في الجيل لإيجاد وظائف جديدة ذات رواتب مجزية.

ونعتقد أن هذه الفرصة تمر عبر ضفتي المحيط الهندي والمحيط الهادئ ونحن كذلك نعمل مع شركائنا لاغتنامها. وقامت الولايات المتحدة في السنة الماضية لوحدها بحشد أكثر من سبعة مليارات دولار في استثمارات الطاقة المتجددة في المنطقة. وبينما نضاعف جهودنا، نقوم بجلب كوكبة فريدة من الشراكات التي أنشأناها: المنظمات المتعددة الأطراف ومجموعات التأييد وكذلك الشركات والمؤسسات الخيرية والباحثون والخبراء الفنيون.

وضعوا في اعتباركم مبادرة الحد النظيف (the Clean EDGE Initiative ) التي نطلقها هذا الشهر، والتي ستجمع بين الخبرة والابتكار لدى الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص للمساعدة في تطوير حلول الطاقة النظيفة في جميع أنحاء المنطقة. وضعوا في اعتباركم المبلغ الذي يزيد عن 20 مليون دولار والذي التزم به الرئيس الأمريكي بايدن مؤخرا للمبادرة المستقبلية للمناخ بين الولايات المتحدة ورابطة آسيان، أو التمويل الذي تبلغ قيمته 500 مليون دولار والذي أعلنت عنه مؤسسة تمويل التنمية الدولية في الأسبوع الماضي فقط للمساعدة في بناء منشأة لتصنيع الطاقة الشمسية بتاميل نادو في الهند.

وإن المصنع الذي تقوم شركة فيرست سولار الأمريكية ببنائه ستبلغ طاقته السنوية 3.3 غيغا واط. وذلك يكفي لإمداد أكثر من مليوني منزل بالطاقة. وسيؤدي بناء وتشغيل هذا المرفق إلى خلق آلاف الوظائف في الهند، ومعظمها للنساء، ومئات الوظائف الأخرى في الولايات المتحدة. وهذه واحدة فقط من الطرق التي ستساعد بها الولايات المتحدة الهند على تحقيق هدفها الطموح بقدرة 500 غيغا واط من الطاقة المتجددة بحلول 2030، وبالتالي مساعدة العالم على تجنب كارثة مناخية.

ونحن ندرك الآن أنه حتى لو أدى الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر إلى زيادة كبيرة في الوظائف، ونحن على ثقة من أنه سيفعل ذلك، فلن يقوم العمال الذين فقدوا وظائفهم في الصناعات القديمة والقطاعات القديمة بشغل جميع هذه الوظائف خلال ذلك الانتقال. ولذلك علينا التزام ونحن متمسكون به، بأن نجلب الجميع.

خامسا، وأخيرا، سنعزز أمن المحيط الهندي والمحيط الهادئ. فالتهديدات تتطور. ويجب أن يتطور نهجنا الأمني معهم. وسنسعى إلى تحقيق تعاون أمني مدني أوثق لمواجهة التحديات التي تتراوح بين عنف التطرف، والصيد غير القانوني، وكذلك الاتجار بالبشر. كما سنبني استراتيجية تجمع بشكل أوثق أدوات القوة الوطنية لدينا، الدبلوماسية والعسكرية والاستخبارات، مع أدوات حلفائنا وشركائنا. ويطلق وزير دفاعنا لويد أوستن عليه “الردع المتكامل”.

إن الأمر يتعلق بتعزيز قواتنا حتى نتمكن من الحفاظ على السلام، مثلما فعلنا في المنطقة منذ عقود. ولا نريد صراعًا في المحيط الهندي والمحيط الهادئ. ونسعى لذلك السبب إلى دبلوماسية جادة ومستدامة مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بهدف نهائي هو نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. وسنعمل مع الحلفاء والشركاء للتصدي للتهديد الذي تشكله البرامج النووية والصاروخية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من خلال نهج عملي مبني على المعايير مع تعزيز ردعنا الموسع.

وهذا هو السبب الذي جعل الرئيس بايدن يخبر الرئيس تشي في الشهر الماضي في أننا نتشارك في مسؤولية عميقة لضمان ألا تنحرف المنافسة بين بلدينا لتصبح صراعًا. وإننا نتحمل المسؤولية بجدية بالغة وذلك لأن عدم فعل ذلك سيكون كارثيا علينا جميعا.

في 14 شباط/فبراير 1962 جاء المدعي العام للولايات المتحدة آنذاك روبرت ف. كينيدي للتحدث في هذه الجامعة. وتحدث عن النضال المستمر الذي يشترك فيه شعبانا، والذي، كما قال يجب أن يحمل لواءه الشباب مثل الطلاب في هذه الأيام. واقتبس شيئا مما قاله شقيقه، جون ف. كينيدي، وكان رئيس الولايات المتحدة آنذاك، عن رؤيتنا للعالم. إذ قال الرئيس كينيدي إن “هدفنا الأساسي كما هو: عالم مسالم ومجتمع من دول حرة ومستقلة، تكون حرة في اختيار مستقبلها ونظامها الخاص، طالما أن ذلك لا يهدد حرية الآخرين”.

ومن اللافت للنظر، من كل ذلك الذي تغير فيما يقرب من 70 سنة منذ أن تحدث الرئيس كينيدي بهذه الكلمات، مدى توافق هذه الرؤية مع تلك التي نشاركها. والسبب الذي يجعلني ممتنا جدا لأنني قادر على التحدث عن ذلك هنا في هذه الجامعة، مع الطلاب والخريجين من العديد من برامج القيادة الشبابية لدينا، هو أنكم ما زلتم اليوم من سيواصل هذه الرؤية. كما تفعلون، وأعلم أن لديكم أشخاصا عبر ضفتي المحيط الهندي والمحيط الهادئ، بمن في ذلك من هم في الولايات المتحدة، ترتبط آمالهم ومصائرهم بآمالكم، والذين سيكونون شركاءكم الراسخين في جعل منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ، هذه المنطقة التي نتشاركها، أكثر انفتاحا وأكثر حرية.

شكرا جزيلا على الاستماع. (تصفيق).