“الفلوجة الديمقراطية” اسم الصحيفة التي أطلقتها قوات الاحتلال الأمريكي في الفلوجة ، التي دمرتها بعد قصف مكثف بالطيران و المدفعية و الدبابات و ارتكبت فيها ما يصح أن يسمى بإبادة جماعية . و في تتمة الخبر أن قوات الاحتلال الأمريكي دعت « أكثر من 100 شخصية من أهالي الفلوجة ـ من شيوخ عشائر وعلماء دين وأساتذة جامعات ومثقفين ـ وجهت لهم دعوة باسم الجيش الأمريكي لحضور الحفل الذي عقد بمناسبة صدور تلك الصحيفة التي سميت ’الفلوجة الديمقراطية’, و لم يحضر منهم سوى 9 أشخاص فقط».

هناك أشياء في الوجود تعلو و تعلو و تعلو حتى تبلغ السماء فتتحول إلى رموز و يصير لها معاني تتجاوز بعدها المادي و هذا هو حال الفلوجة ، التي صارت رمزاً للمقاومة العصية على الانكسار و تؤشر إلى أن النصر بات ممكناً . فبعد حملتين عسكريتين طاحنتين استخدمت فيهما الإمبراطورية كل ما يخطر على البال من أسلحة ضد مساحة صغيرة لا تتجاوز عدة كيلومترات مربعة استمرت المقاومة في خرائب الفلوجة تكبد الأمريكان الخسائر حتى أن قائداً عسكرياً أمريكياً أعلن بعد خسائر يوم الخميس الماضي عن خشيته من اضطرار القوات الأمريكية لخوض معركة ثالثة في الفلوجة . و هذا تعبير رمزي مكثف عن واقع الاحتلال الذي يجد نفسه مضطراً مرة وراء الأخرى لإعادة احتلال ما سبق و احتله إلى ما لا نهاية ..........
و “الفلوجة الديمقراطية” هي تعبير مكثف عن مشروع الديمقراطية الأمريكي في المنطقة الذي يراد فرضه بالطائرات و الخراب و القتل و الدمار . و مع كل ذلك ( ربما بسبب ذلك ) لا يقبل به سوى قلة من المخدوعين أو أصحاب الأحلام الشخصية أو المصالح المادية . فمن أصل أكثر من مائة مدعو حضر تسعة فقط لحفل الفلوجة الديمقراطية ...!!

تأبى الفلوجة في كل يوم إلا أن تعطينا درساً .........
هل هي مدينة ؟
هل هي رمز ؟