اصبحت الجنسية او الهوية الاسرائيلية في العالم العربي مطلوبة او مرغوبة اكثر من الانتماء الى الهوية العربية نفسها! والمسألة ليست دعاية‚ أو هي وقف على عدد من الرياضيين في احدى الدول العربية الذين يطالبون بالحصول على الجنسية الاسرائيلية !

ذلك ان هناك الكثير من المواقف والاتجاهات التي تشير بوضوح الى ان العديد من الاختراقات الاسرائيلية قد حدثت بالفعل‚ ليس فقط في العراق أو لبنان أو مصر‚ بل في أماكن عديدة من المنطقة !

فقد اصبح المطلوب هو الغاء امرين بارزين في الوضع الراهن: الاول التخلي عن المقاومة بكل اشكالها وصورها ومستوياتها‚ بعد ان تم وسمها بالارهاب‚ والعمل على نزع سلاح المقاومة في كل مكان: لبنان وفلسطين‚ والثاني نزع الهوية العربية واستبدالها بالهوية الاسرائيلية أو حتى الاميركية.

فخارج اطار هذين الحدين افعل ما يحلو لك في الشرق الاوسط وأنت ستحصل على كل الدعم والتأييد وستصبح ــ في هذه الحالة ــ الرمز والمجد للحرية والديمقراطية‚ وربما صرت بمثابة «الانموذج» الذي سيحتذى به على مستوى العالم كله !

فالمهم هو الخروج من الجغرافيا والتاريخ والالتحاق بالقطار الاميركي وعدم الالتفات الى الوراء‚ بل النظر دوما الى الامام‚ اي تحقيق نوع من الاندماج التام مع الغرب وتحديدا الغرب الاميركي‚ واعتماد طريقة الكاوبوي في الحياة‚ وتحقير كل الحضارات والشعوب‚ والتطاول حتى على المقدسات ونسف جميع المحرمات وتجاوز الخطوط الحمراء في كل مكان.

فأي عربي يفعل هذه الاشياء سيتحول في العين الاميركية الى «سوبرمان» وربما يتم ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام ! وصارت الوصفة الاميركية جاهزة امام كل عربي‚ وما على هذا الطرف او ذاك سوى اختيار الوصفة التي تناسبه.

وها هي خرائط الشرق الاوسط ترسم من جديد بدءا من العراق حيث يتم إلغاء كل شيء له صلة بالعروبة‚ ومرورا بلبنان‚ وانتهاء بأي مكان لم تصله بعد الدبابات والبوارج الاميركية في المنطقة.

وما دام هناك من يخاف من الضغوط الاميركية‚ وما دام الحكام يتصرفون على اساس انهم مجرد «تابعيات» لدى ادارة جورج بوش فان من الطبيعي ان ينهار كل شيء وأن يصدر شارون تعليمات شخصية بقتل كل عربي سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا.

مصادر
الوطن (قطر)