في انتهاك واضح لقراري مجلس الأمن 1267 و 1373, الكونغرس الأمريكي يصوت على قرار تمويل وتسليح جبهة النصرة وداعش, وهما كما يعرف الجميع منظمتان تتبعان لتنظيم القاعدة المصنفة من قبل الأمم المتحدة كتنظيمات ارهابية. هذا القرار ساري المفعول حتى غاية شهر أيلول-سبتمبر 2014.

كان الأسبوع الأول من مؤتمر جنيف2 حافلا بالأحداث. ومن المؤسف عدم معرفة الرأي العام الغربي بما جرى, بسبب الرقابة الصارمة المفروضة عليه.

الخبر الرئيس الذي تم حجبه في وسائل إعلام جميع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي, هو الخبر المتعلق بعقد الكونغرس الأمريكي جلسة سرية للتصويت على تمويل وتسليح "المتمردين" حتى غاية شهر أيلول-سبتمبر 2014.

اقرأوا الجملة التالية جيدا :الكونغرس يعقد جلسات سرية يمنع على وسائل الاعلام الغربية الاتيان على ذكرها.

لهذا السبب فإن الخبر الذي نشرته رويترز [1] بهذا الخصوص, قد تم تجاهله تماما في كل وسائل الاعلام المقروءة كما المرئية في الولايات المتحدة, كما في معظم وسائل الاعلام في أوروبا الغربية ودول الخليج.

وحدهم, باقي سكان المعمورة, كان لهم شرف معرفة الحقيقة.

هذا مع أن حرية التعبير وحق المواطنين في الحصول على المعلومة, هي إحدى الشروط الأساسية للديمقراطية, التي يتم احترامها-حسب رأيي- في سورية وروسيا وايران أكثر من دول الغرب.

أظنكم قد قرأتم جيدا أيضا أن الولايات المتحدة التي تزعم أنها ضحية ارهاب القاعدة في 11 أيلول – سبتمبر 2001, والتي جعلتها منذ ذلك الوقت قائدة "الحرب الكونية على الإرهاب", تدعم بالأموال البؤرة الرئيسية للإرهاب الدولي. وهكذا, لم تعد المسألة مجرد مناورات خفية تقوم بها أجهزة الاستخبارات, بعد أن أصبحت قانونا معترف به علنا.

وهكذا أيضا, تحول الخطاب السنوي للرئيس باراك أوباما عن حال الاتحاد إلى تمرين استثنائي على الكذب, خصوصا حين أعلن أمام 538 عضوا في الكونغرس الذين وقفوا مصفقين له بالقول: " هناك شيء لن يتغير: إنه تصميمنا على منع الارهابيين من شن أي هجمات ضد بلدنا. أما في سورية فإننا سندعم المعارضة التي ترفض برامج الشبكات الارهابية ".

حين قدم وفد الجمهورية العربية السورية في جنيف2 إلى من يفترض أنهم يمثلون "معارضته", مقترحا مبني أساسا على قراري مجلس الأمن 1267 و 1373 اللذين يدينان الارهاب, أعلن وفد المعارضة فورا عن رفضه المقترح, دون أن يثير ذلك أي احتجاج لدى واشنطن.

سبب ذلك, هو أن الارهاب شأن أمريكي, وأن وفد المعارضة يتلقى الأوامر مباشرة من السفير روبرت فورد.

في أثناء ذلك, وفي العاصمة واشنطن, يواصل الرئيس أوباما ممارسة النفاق ويضرب الطاولة بقبضة يده أمام أعضاء الكونغرس الذين يصفقون له تلقائيا وهم واقفين : " نحن لانكافح الارهاب بفضل المعلومات الاستخبارية والعمليات العسكرية فحسب, بل باستمرارنا في الوفاء للقيم والمثل التي يجسدها دستورنا وبما يجعلنا قدوة للعالم أجمع. (...) وسوف نواصل العمل مع المجتمع الدولي كي يلد المستقبل الذي يستحقه الشعب السوري- مستقبل من دون ديكتاتورية أو رعب أو خوف".

يذكر أن الحرب التي شنها حلف شمال الأطلسي ودول مجلس التعاون الخليجي على سورية نتج عنها زهاء 130 ألف قتيل حسب تقديرات جهاز الاستخبارات البريطانية ام16, التي نشرها المرصد السوري لحقوق الانسان, الذي يلقي المسؤولية بذلك على الشعب وعلى الرئيس بشار الأسد الذي قاومهم بجرأة كبيرة.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي
مصادر
سوريا

titre documents joints


Al-Watan 1828
(PDF - 192 كيليبايت)

[1Congress secretly approves U.S. weapons flow to ’moderate’ Syrian rebels”, par Mark Hosenball, Reuters, 27 janvier 2014.